سألته: كم مرة قمت بالسرقة؟ أجاب: تقريبا كل يوم! ما نوع السرقة التي تقوم بها عادة؟ من البقالات أسرق حلويات، مرطبات، كيك.. الخ.
ومن الجمعيات التعاونية تختلف سرقاتي كليا لوجود كاميرات مراقبة حيث لدي نوع من التحدي الكبير معها فأقوم بسرقة الأشياء التي لا يمكن لمثل هذه الكاميرات اكتشافي، فأقوم بفتح العلب بطريقة ما واكتفي بسرقة ما بداخلهما تاركا علبة هذه السلعة فارغة، فإن كانت حلويات أكلتها! اما اذا كانت غير ذلك فأختار ما يسهل إخفاؤه، فأبدأ بمعاينة ما ارغب في سرقته من السلع التي يمكن لي اخراجها من علبتها ويسهل إخفاؤها بشكل محكم وأخدع كاميرات المراقبه التي لاتستطيع رصدي!! هكذا يكون نجاحي وانتصاري وأثبت لمسؤولي الجمعية فشل اسلوبهم في حماية بضائع الجمعية من السرقة!! قلت: الوسائل التي تستخدمها لا تعني انك ذكي ولا تكسبك صفة البطولة.
قال: هناك طرق اخرى اكثر خداعا للكاميرات تجعلك تصفني بالذكي والشاطر وهي طريقة أعتمد بموجبها على وضع مسروقاتي في عربة الزبائن المملوءة بمشترياتهم وعند (الكاشير) وأثناء انشغالهم بوضع ما اشتروه على موظف الكاشير استغل هذه اللحظة وبخفة يد وحركة سريعة (آخذ) مسروقاتي من العربة وأكمل سيرى الى خارج الجمعية دون ان يكتشف احد أمري!! هل تدعي البطولة بأفعالك تلك؟ يجيبني بسؤال: انت شرايك؟ تجاهلت سؤاله: هل تقوم بالسرقة لوحدك ام بصحبة رفاق لك؟ لوحدي.
أنا رجل اعتمد على نفسي (وانا قدها)!! بحثت في ملف هذا السارق فلم اجد أيا من العوامل الاجتماعية أو الفردية التي تدل على وجود اسباب قاهرة أجبرته على امتهان السرقة مثل العوز، الفقر، وفاة الوالدين أو احدهم أو عدم وجود معيل، أو وجود سوابق لأحد افراد أسرته.
بل انه ينتمي لأسرة ذات دخل جيد تقطن في فيلا مملوكة لوالده الذي يتقاضى راتبا عاليا ويملك دخلا اضافيا من عقار مملوك له كذلك والدته تعمل موظفة تتقاضى راتبا يفوق راتب الزوج ولديها دخل اضافي من شقة تمليك ساهم برفع دخل الاسرة الشهري، عدد افراد الاسرة قليل... الخ.
عاودت سؤال السارق: كم مصروفك اليومي (اللي تاخذه من ابوك)؟ خمس دنانير ومن والدتي ثلاثة دنانير وإذا احتجت اكثر تعطيني!! افهم من ذلك انك ليس بحاجة للسرقة وتستطيع شراء ما تتمنى ان تأكله و...تشتهي اقتناءه؟ نعم! اذا لماذا تلجأ للسرقة وها انت الآن تنفذ حكما قضائيا بالحبس؟ الحقيقة هي وناسة مرتبطة بتحقيق الذات واثبات البطولة والشطارة والرجولة عندما فقد (أبوي) القدرة والدراية على ان يغرس بي مثل تلك المتطلبات الاساسية (علشان أصير ريال) وكنت بأمس الحاجة لها فقمت بالبحث عنها في ارتكابي للسرقة فهي ملاذي لإثبات ما فقدت!! شكرت ضيفي الذي دار هذا الحوار معه في احد حلقات برنامجي الاذاعي حدث من بين الاحداث، فقد كان احد الاحداث الذين يقضون احكاما بالحبس جمعتهم الأسباب ووحدتهم الوسائل في ارتكاب الجرائم!! انها كانت رسالة إعلامية.
لا أعتقد انها وصلت!!