كلما أقبل شهر يناير وما تلاه (انتثرت) أشواق مكنون الفؤاد حبا وشوقا بك يا وطن، هو بالأصل متوطن بأفئدتنا، قابع بشراييننا، يثور فينا العهد والوعد، فيتجدد ميثاق توطيد علاقتنا بترابك اكثر ارتباطا وتوثيقا وحبا، فخرج بتفسير معناه عما احتوته معاجم العرب وقواميسها وكذا العشق بمفهوم قيس ومجنونته ليلى وبالتصاق الأم بوليدها، وارتباط الأسماك في بحورها، وبعلاقة شريان الدم بالروح.
شهر يناير تبدأ الشكليات تتلألأ، تزدهر، تترونق رمزا لتصحبنا البهجة بعد أن تخرس إحباط المتشائمين وتسرع بخطى المجتهدين اللاهثين للفرح على أرصفة شوارع الخليج وجوانب طريق الحب وميادين المرح فتزهو منابرها وتصدح الحناجر بحب الكويت وتزدحم القنوات الفضائية والموجات السمعية والمقروءة وأقلام الشعراء لتنثر الحب للأم التي تحتضننا وترعانا وتغمض جفنيها علينا خوفا عند كل نسمة هواء لتحمينا من شرور النفس التي هي للسوء أمارة تغمض أعيننا عن سوء الفعل وآذاننا عن سيئ القول تدخل في ضمائرنا لتنقيها من سوء الظن تنفض غبار تطاير يوما من مستنقعات التطرف والغلو ومن شطحات سلوك انحراف البعض يوما عند ساحات تجمعاتهم لتعيدهم لحضنها وترضعهم الولاء بمعناه والمواطنة بقدسيتها والانتماء للوطن بمفهوم المحب للوطن.
تختلف نسمات صباح فبراير باختلاف رياحها الشمالية وتقلبها للجنوبية ثم تتراقص لتعود من اتجاهات هوانا وكيفنا (المتمزج) نغما وطربا في حب الوطن بصحرائه وبحره وشوارعه ومناطقه وأزقته وفي غباره وبرده حتى تقلبات الطقس ازدانت جمالا حين تقلب هواء البعض عند منعطف طرقات حياتهم لتفرش الحنان والمودة في حدود تواجدهم فتغضّ الطرف وتفرش العفو بساطا لمن يريد الانبساط والعيش الهني في كنفها ويتلحف المغدور بحنانها ويتوسد الطائش رغد عيشها حتى يعتريك الشوق كما اعتراني الشوق في حبها.
اللهم إني استودعتك وطني الكويت وأهلها، أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسماءها.. واحفظ أميرنا والدنا (العود) قائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، والحكومة الرشيدة بقيادة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الذي بعهده تحققت العديد من الأماني واقتربت تطلعاتنا البعيدة لمرافئ التطور والحداثة.
اللهم احفظ بلدي الكويت من طمع الطغاة وكل من يريد بها سوءا وأرنا فيهم عجائب قدرتك.
اللهم إنا نستودعك رجال وطني ونساءه وشبابه وأطفاله وأمواله، يا من لا تضيع عنده الودائع، يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا رب.