قمت يوما بزيارة لمركز تقويم وتعليم الطفل المشهر عام 1984م بجهود مجموعة من النساء الكويتيات اللائي تحققن من أن أطفالهن يعانون من صعوبات تعلم، ولم يجدن من ينصحهن محليا، لمعالجة هذه المشكلات فاتجهن نحو المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث يمكن تشخيص حالات الأطفال هناك، والحصول على البرامج اللازمة لهم.
خرجت بعد لقاء مثير مع المدير العام الفاضلة: فاتن البدر والفاضلة: فطومة الزبن، بالآتي ذكره: مؤسف خسارة الكويت للكثير من أبنائها بسبب جهلنا بـ: إصابة بعض الأطفال بما يسمى بعسر القراءة «الدسلكسيا» وهي صعوبة في تعلم مهارات القراءة والكتابة والتهجئة.
بعض مظاهرها: صعوبة في معرفة أصوات الحروف (قطتي يقولها دون «ق») أو إبدالها بحروف أخرى - عدم القدرة على التفريق بين أصوات الأحرف مثل («ث» و«ذ» أو «س» و«ز»).
ثانيا: إصابة بعض الأطفال بما يسمى عسر الحساب «الدسكلكوليا» وهي صعوبة التعلم في الحساب.
بعض مظاهرها: يعاني الطفل صعوبة في تذكر حقائق الجمع والضرب، وفي عد الأشياء بدقة.
ثالثا: ضعف في التركيز والتشتت.
بعض مظاهره: عدم انتباه الطفل والشرود المتواصل أو المنقطع.
يحرك يديه ورجليه بكثرة، يتحاشى القيام بالأعمال التي تتطلب جهدا ذهنيا (مثل: الواجبات المدرسية، الألعاب التي تتطلب تفكيرا).
رابعا: إصابة بعض الأطفال بما يسمى (عسر الكتابة «الدسغرافيا») أي صعوبات في التهجئة وضعف الكتابة اليدوية وصعوبات في التعبير الكتابي التي تتطلب توظيف العضلات الدقيقة (كمهارة ربط خيط الحذاء، أو إحكام أزرار الملابس وغيرهما).
بعض مظاهرها: يمسك الطفل القلم بطريقة غير عادية، ويحكم قبضته على القلم بشدة، ويجلس في وضعية تعوق الكتابة، ويكتب الطفل الكلمات بحروف غير كاملة، ولا يكتب على السطر.
خامسا: صعوبة التآزر الحركي «اخدسبراكسيا» وهي صعوبات تؤثر على قدرة الفرد في التآزر الحركي على اكتساب الطفل مهارات الكتابة اليدوية، الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات في عملية التعلم وفي اكتساب مهارات القراءة والكتابة والتهجئة.
بعض مظاهرها: تأخر في الكلام، ضعف الإحساس بالاتجاهات والميل إلى الاصطدام بالأشياء.
تلك بعض الأعراض لمشكلات خطيرة تفرض تساؤلات اكثر خطورة حول كيفية اكتشاف إصابة أطفالنا بمثل (عسر الكتابة، عسر الحساب، التآزر الحركي وغيرها).
من هو المسؤول عن فشلهم تربويا واجتماعيا وانزوائهم نفسيا بسبب عدم اكتشاف إصابتهم بمثل تلك المشاكل التي يصعب اكتشافها إلا من قبل اختصاصي صعوبات اللغة والكلام أو اختصاصي العلاج بالعمل، أو اختصاصي علاج نفسي أو أطباء الأطفال التطوريين، أو المشخصين المعنيين بهذه المرحلة من العمر؟! هل سمعنا يوما بوجود مثل تلك التخصصات الوظيفية في مدارسنا ومستوصفاتنا ومؤسسات المجتمع المدني سوى المركز الذي أشرت إليه في صدر هذا المقال؟
خيرا فعلت الأخوات الفاضلات في إنشائه لكنه لا يسد حاجة أبناء مجتمع سريع التغير يمر بمراحل النمو ويستحق منا الكثير لبناء شخصية سوية لأبنائه وحمايتهم من الفشل.