اعتدنا وأصدقاء لي التجمع عصرية كل يوم أحد في شاليه مملوك لأحدنا نصل إليه بالسيارة عبر استخدامنا طريق الملك فهد بن عبدالعزيز بدءا من تقاطع الدائري الثاني حيث نسكن، نمر خلالها بعدة مراحل تنتهي الأولى منها عند أسفل جسور الدائري الخامس، يروق لنا التزام قائدي المركبات - إلى حد ما - بالقوانين والأنظمة المرورية، والتي سرعان ما نفتقدها ونحن نكمل مشوارنا عند المرحلة الثانية التي تنتهي عند مفرق الأحمدي فيخيب ظننا بعد اكتشاف حالة من الانفلات لبعض قائدي المركبات فيتحول هذا الطريق إلى أشبه ما يكون بمضمار سباق سيارات لا يفقه قائدوها معنى للقوانين ولا لحفظ أرواح البشر أدنى التزام.
نكمل مسيرنا بالولوج في المرحلة الثالثة بدءا من تقاطع الأحمدي الى بلوغ هدفنا وهي المرحلة الأكثر خطورة ترتفع معها وتيرة الفوضى المرورية لبعض المستهترين من قائدي المركبات ممن يتسببون في هدر أرواحهم وأرواح من يسير على هذا الطريق بالرغم من الجهود التي تبذل من قبل الإدارة العامة للمرور وتنفيذ خططها للحدّ من الرعونة واستهتار المتهورين، بل إن مسؤولي هذه الإدارة قاموا مشكورين باستحداث نقطة أمنية مؤقتة تمركزت عند موقع التقاء المركبات القادمة من طريق عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (الفحيحيل السريع) شرقا مع طريق الملك فهد وظيفتها على ما بدا لنا ونحن نمر من أمامها ضبط مخالفات فائقي السرعة وسحب مركباتهم.
بدأت هذه النقطة الأمنية منذ وقت ليس بقصير خاصة في الفترة المسائية وعلى مدار الأسبوع وحققت نجاحا ملموسا بدليل مساهمتها بحقن دماء المستهترين وضبط سرعتهم كما لوحظ انخفاضا في نسبة الحوادث البشعة التي كانت تدمي القلوب يروح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم.
في الأيام الأولى لمهامها اعتقدنا أن مثل هذا الإجراء (سحب السيارات) سيحقق الردع المطلوب ونسير ويسير غيرنا في أمان لله وعلى كل من يفكر بالسرعة والرعونة سيكون مصيرة سحب سيارته باعتبار أن هذا الطريق (ملقم) بأجهزة رصد السرعة إلا أن المفاجأة عدم اكتراث بعض قائدي المركبات بهذا الإجراء الحازم.
على ما يبدوا أن ثمة ثقافة دخيلة على عقول بعض شبابنا (عشعشت) وتمركزت حتى سيطرت لتقود فكرا معوجا نتائجه إما الوفاة أو العاهة المستديمة أو كسور مضاعفة نتيجة خلل في عدم ضبط التوازن النفسي لهم ولأمثالهم أثناء قيادتهم لمركباتهم أو لإثبات ذات متأرجحة دون الإدراك بعواقب الأمور! ما المشكلة؟ قانون غير رادع؟ أم أن المشكلة في سلطاته التنفيذية وقدرتها على التطبيق وردع المخالفين؟ أشك في ذلك، لسنا بحاجة لقوانين جديدة (اللي عندنا) رادعة، نحن بحاجة الى تنمية عقول شبابنا المستهتر لتهدأ سكينتهم وتطمئن معها قلوبهم حتى يستوعب أمثالهم أن الله سبحانه وتعالى خلقنا وبث فينا من روحه، فجعلنا في أحسن صورة وتقويم وفضلنا على كثير من خلقه، فالروح سر الله في خلقه لا يعلمها إلا هو سبحانه يحفظها لنا بالليل والنهار فيستوجب إدراك تلك النعمة وعظمة معناها في قدر الروح عنده لا إزهاقها.. للمرور ورجالاته تحية.