مراهق يبوح لأحد أصدقائه قائلا: يقول أبوي: لا تنسى تصلي وتروح المسجد ولا تصاحب إلا من هم في عمرك، وحذاري أن يجرفك السيل الهادر من مغريات تكنولوجية العصر التي تتحكم في رغباتكم وشهواتكم وتتبعون ما بها من سوء مسلك وسيئ خلق واستخدامها للهو البريء تحت رقابتي!
ويقول أبوي: إذا رحت تتمشى مع ربعك حذاري والتحرش في عيال الناس واحترموا أنفسكم علشان الناس تحترمكم، وإذا أي «واحد خزك» لا تخزه، لأن في نهاية المطاف «طقني وأطقك» واستمتعوا بأوقاتكم ترجعون لنا سالمين.
الغريب في الموضوع أن أبوي يقول حتى لو أخطأ عليك الآخرون (خلك) لطيفا مسامحا كريما، لأن هذه من أخلاق معلم البشرية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وإذا شفتوا صبيان يتشاجرون ابتعدوا عنهم ولا تتدخلوا في أمور لا تعنيكم (ترى) إثبات ذاتك ووجودك وأن لك قيمة بين ربعك لا يتأتى في إبراز عضلاتك أو القيام بالأعمال التي يخالف عليها الشرع والمجتمع بل بتقيدك بتعاليم ديننا الحنيف واتباع قيمنا وعاداتنا، وأن يكون لك شأن في وطنك من خلال التضحية من أجله وبذل الغالي والنفيس حينها يكون لوجودك قيمة ولذاتك وزنا، يقول أبوي لن أدوم لك طويلا.. طلقت أمك وربيتك دونها.. احترمني ولا تخاف مني وحافظ على مكانتي عندما تكون أفعالي تترجم توجيهاتي لك! ولا تصغرني بأفعال وسلوك يشتمني بسببها الآخرون وأحشر بزوايا الإهانات والانتقادات المؤلمة وبوصفي أبا فاشلا في تربيتك، حقق لنفسك نجاحا ومكانة اجتماعية ترفع من قدري، فأنا أؤمن بالنصيب الذي يكتبه الله لك.. ويقول أبوي لا تخلي صلة الرحم لازم تزور عماتك وخالاتك ولا تنسى (ديده) فهي الأم التي أنجبت أبوك، حتى (أعمامك ولو أني زعلان عليهم لازم) تزورهم وتصلهم وكذا أبناء عمك البعيدين.
يقول أبوي: لازم أجيب نسبة تدخلني الجامعة وأشتغل في مكان زين لأن (ما راح) يتوسط لي أو يكلم لي فلان أو علان.
أما الصديق الثاني فقاطع قائلا: أبوك ما عنده سالفة، أولا احنا ما نترك الصلاة، والصداقة ما فيها شروط علشان تصير صديقي!! ثانيا ألعابنا بريئة ونمتلك عقلا يختار لنا المفيد! ثالثا جولاتنا في الأماكن العامة علشان (نتطمش) على الرايح والجاي؟ وقمة المتعة لدينا (نظقط) هذا ونتحرش في ذاك؟ ونتفسلف على المارة بالمباهاة بآخر صيحات الموضة الرجالية! وما ذكره أبوك حول عدم التصدي لمن يعتدي علينا فهذا كلام الضعفاء ولن نسترخص كرامتنا ونذلها، ماذا يريد أبوك أن يقوله عنا الآخرون؟ جبناء.
لا يا صديقي من يخزك خزه بالمثل إلى أن (تنكسر عينه)!! هل تتذكر قول أبوك بعد ما (غسلوا شراعك عيال الفريج) ورجعت إليه باكيا حاملا صوابك فكانت ردة فعله أن قام بطردك من البيت محذرا «لا ترجع للبيت إلا وأنت ماخذ حقك بيدك يا.. الردي»؟ أنسيت آلامك النفسية عندما وصفك (بالردي) أليست تلك موافقة ضمنية من أبوك على ضرب كل من يعتدي عليك ولا تخلي أحد يهزمك؟ لقد أرسل لك أبوك رسالة معناها - وكذا الآخرين من الآباء - نحذركم يا (عيالنا) من أن يقال عنا يوما أننا آباء فاشلون في تربيتنا ولم نصنع منكم (رياييل) لذلك كانت لديهم قناعة لرجولتنا لا ذكورا مقيدين في خانة (الجنس) في البطاقة المدنية!
بصراحة لا تزعل مني (ابوك فاشل في حياته الأسرية بطلاق أمك وزعلان على إخوانه ومتناقض في منطقه، خل يتصالح مع نفسه أولا.. بعدين «خل يقول أبوك»)!