في عام ١٩٩٣م احتفلنا بإغلاق 111 ملفا أصحابها من النساء الكويتيات اللاتي كن يتقاضين مساعدات مالية من «الشؤون» ضمن فئة «بنات غير متزوجات، مطلقات، أرامل، عسر مادي... الخ تتراوح أعمارهن من 20 - 50 عاما»، وذلك بعد أن نجحنا في استدعائهن وإقناعهن بأهمية التسجيل في برامج تدريبية - تأهيلية مكثفة تضمن لها أهدافا مباشرة مثل تنمية مواردهن المالية وتعديل أحوالهن المعيشية، وأهدافا غير مباشرة مثل تحسين أوضاعهن النفسية والاجتماعية وتنمية الجوانب الذاتية وإبراز الطاقات الكامنة لاستثمارها بما يفيد وينمي جوانب عدة من حياتهم الاجتماعية، فضلا عن منح كل منتسبة في هذه البرامج - وفق القانون - مكافأة مالية تشجيعية وشهادة اجتياز لتلك البرامج.
كان ذلك ضمن خطة مركز بيان لتنمية المجتمع التابع للشؤون.
بعد الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع، وعلى ضوء النتائج الإيجابية التي تحققت وبرعاية كريمة من وكيل وزارة الشؤون الأسبق عبدالرحمن المزروعي، شفاه الله، افتتح المعرض الثاني للأسر المنتجة والذي يعكس محتواه ما قد تحقق من نجاح قائم على هؤلاء النسوة وما قدمنه من إنتاج يدوي حرفي بالغ الدقة والجودة من أثاث منزلي وألبسة نسائية وألبسة أطفال تضاهي منتجات عالمية، فضلا عن نماذج من الديكور المنزلي والجلسات المحلية والعربية ذات قدرة تنافسية هائلة غير مسبوقة قدمت من خلالها المرأة الكويتية مثالا رائعا لقدرتها وإبداعها في الإنتاج المحلي وعلى كيفية نجاح مطبخها وإدارة شؤون منزلها خاصة بعد أن أدركت أن خير الطرق للسعادة الزوجية معدة الرجل لتدرك بعض النسوة المنتسبات كيفية إنشاء وحدات إنتاجية منزلية لتنقل ورشة التصنيع الخاصة بها لمنزلها حتى تدخل مرحلة الإنتاج المنزلي ليدر عليها موردا ماديا من شرف عرق المهنة وطيب النوايا.
اليوم وبعد مرور أكثر من (٢٥ عاما) على نجاح هذا المشروع تبوأت الكثير من هؤلاء النسوة مواقع عمل مهنية ذات صفة فنية نفتخر ونعتز بهن، بالمقابل أنشأت الدولة العديد من الكيانات الرسمية وظهرت لنا العديد من هذه المشاريع المطورة لتطل علينا مثل (المشاريع الصغيرة ومشاريع متناهية الصغر والمتوسطة وغيرها تشترك مع مشاريع عام (١٩٩٣) في تصويب الهدف والغاية وهو الإنسان الكويتي وتعديل وتطوير مفاهيم بالية عن الصناعة الحرفة اليدوية لإحيائها وإبرازها والارتقاء بها في سلم القيم الاجتماعية ومن ثم السعي لإنجاح جانب مهم منها وهو تحقيق الذات المهنية لشبابنا بعد أن أدركنا من خلال الدراسات مدى انخفاض قيمة الذات لدى بعض شبابنا وفتياتنا حتى أغرقنا بالمشاكل الاجتماعية للجنسين لتطفو على السطح ظواهر سلبية ولشاهدنا محاولات جادة لبعض الشباب في القضاء على حالة الاغتراب الاجتماعي والنفسي فذهب (الشقردي والمكافح والواثق من نفسه) إلى امتهان العديد من الأعمال المهنية الميدانية حتى ظهر لنا الكويتي (راعي سطحة) لنقل السيارات المعطوبة، والعديد منهم من الفنيين الذين يعملون بأيديهم في (كراجاتهم) لتصليح السيارات وآخرون في أعمال يدوية لا تقل شقاء عن غيرها بعد أن كانت هذه المهنة (عيبا) لكن يبقى الخوف قائما على ديمومة هذي (الهبة).
هل ستنجح هذه المشاريع في تحقيق الهدف والمقصد و(نفتكّ) من الأسئلة اليومية: ليش تخزني وأخزك، وعند النساء «شنو لابسة فلانة وليش علانة نافخة براطمها؟».