ثنائي القطب مرض نفسي يتسبب باضطراب الحالة المزاجية للإنسان، وكذا في تقلبها ما بين الميل إلى «الوناسة» والفرح المفرط وينقلب بسرعة إلى الحزن الشديد في نفس الوقت، أي أن المريض يتأرجح بين قطبي السعادة والاكتئاب إلى حد الهوس، ويمكن أن يشعر المريض بأنه شخص طبيعي، لكن في علم النفس تعد حالة مرضية، وبرأي الآخرين طبيعي المزاج ينظرون إلى هذا الشخص على أنه مريض نفسي من الصعب التعامل معه حتى يتغلب على مشكلته. لهذا المرض نوعان:
الأول: يتميز بنوبات الهوس التي تستمر لسبعة أيام على الأقل.
والثاني: يتميز بنوبات من الاكتئاب ونوبات من الهوس الخفيف تستمر لمدة سنتين على الأقل في البالغين وسنة واحدة في الأطفال والمراهقين.
ومتوسط إعمار الضحايا هو (25) سنة.
وبالرغم من أن هذا المرض مزمن، إلا أن التحكم بأعراضه والسيطرة عليها أمر ممكن عند اتباع خطة العلاج الملائمة.
ومن أعراضه تغيرات في أنماط النوم ومستويات النشاط، وقد يقوم المصاب به بسلوكيات غير عادية.
وبالمناسبة فقد مثلت وجسدت هذا النوع من المرض النفسي بإتقان ممثلة كويتية شابة في أحد المسلسلات المحلية التي عرضت مؤخرا على تلفزيون الكويت - القناة الأولى - حيث وفق التلفزيون باختيار وعرض مثل هذا المسلسل (عرض مرتين خلال ستة شهور)، فإبراز وإظهار وتوعية المشاهدين بمثل هذا النوع من الأمراض النفسية أمر مهم، حتى يستطيع المجتمع قبول المريض كإنسان أولا ومواجهته والتعامل معه بأسلوب علاجي ثانيا.
«شلون» نتعامل مع أمثال هؤلاء المرضى؟ تصفحت في مراجع علمية عدة من خلال الشبكة العنكبوتية، فقرأت أن أفضل طرق التعامل هو قيام أسرة المريض بالتدريب لاكتساب مهارات التحلي بالصبر والتعاطف والحكمة من خلال استخدام الطرق الآتية:
١ - عدم حث المريض على الاختلاط ومشاركة الآخرين لأنه بطبيعة الحال سريع الاضطراب، ومن ثم الدخول في نوبات عصبية على الرغم من حاجته للاختلاط والانخراط مع الآخرين حتى يكتسب التفاعل الاجتماعي المحمود لمثل حالته.
٢- أن تبتعد أسرته عن مراقبته أثناء قيامه بتنفيذ عمل ما لانزعاجه وإثارة قلقه.
٣- الحذر كل الحذر من قيام أسرته أو أحد أفرادها بمضايقته بانتقاد تصرف ما يقوم به.
٤- أن تحذر أسرته من القيام بتهديده وأن تتوعد بأخذه إلى المستشفى للعلاج.
٥- أن تتحلى أسرته بالصبر واكتساب قوة تحمل إذا ما ظهرت على المريض تصرفات مفاجئة خلال فترة النقاهة.
٦- أن تدرك أسرته أن قيامها بحثه على تغيير تصرفاته بشكل طوعي أمر صعب المنال لأنه غير قادر على إحداث التغيير.
٧- أن تكون أسرته قادرة على توضيح وتفسير ما يصاب به من تخيلات وشكوك، وعدم التمييز بين الحقيقة والخيال.
٨- ألا تتظاهر أسرته بعدم قبول أفكاره المرضية، وعليها اللجوء إلى نقد سلوكه بطريقة سليمة، حتى يتدرج في فهم سلوكه المرضي.
ومن الأهمية بمكان أن تدرك أسرة المريض أن العلاج يكون بمراجعة الطبيب المختص للتوصل إلى الطريقة السليمة للتشافي من بعد الله والتي تنقسم إلى: علاج دوائي يصرفه الطبيب أغلبها مثبتات المزاج النفسي التي تؤخر من ظهور نوبات المرض، فضلا عن مضادات الصرع والليثيوم.
والنوع الثاني هو علاج نفسي: من خلال مراجعة الطبيب النفسي المختص.
بعد أن أدركت معنى عبارة «ثنائي القطب» ما «أدري شنو اللي» ذكرني بأحوالنا نحن العرب في عالم السياسة التي كما يبدو تصيبنا يوميا بثلاثي أو حتى بتساعي القطب ويمكن أكثر!! الله المستعان.