في دراسة يطلق عليها «إكسبات إنسايدير» تقدم بيانات لنتائج معمقة وتحليلا علميا واقعيا حول حياة (الناس) من خلال استطلاع لمجموعة من العوامل مثل (الود تجاه المقيمين، جودة الحياة، كلفة ونوعية التعليم والطبابة... الخ).
وضعت هذه الدراسة الكويت في المرتبة قبل الأخيرة على قائمة التصنيف كأسوأ وجهة لإقامة الوافدين على مستوى العالم (عام 2018) والمركز الأخير عام 2017 ولكاتب السطور رأي متواضع فيما يتعلق بمؤشر (الود تجاه المقيمين).
كشفت إحصائيات رسمية أعدتها الهيئة العامة للمعلومات المدنية في الكويت أن عدد سكان الكويت حتى نهاية يونيو (2018) بلغ نحو (4 ملايين و588 ألفا و148 فرداً) ، منهم (مليون و385 ألفا و960 كويتيا وكويتية) والوافدون عددهم (3 ملايين و202 ألف و188 فردا)، وأن حالات زواج الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين بلغ 19399 ألف حالة زواج، منها (17993) فتاة تزوجن من جنسيات عربية،
وعدد 735 فتاة كويتية تزوجن من آسيويين، وكذا عدد 334 فتاة كويتية تزوجن من أشخاص يحملون جنسيات أميركا الشمالية، و57 من أميركا الجنوبية و36 من أستراليا و33 من أفريقيا.
ألا تعتبر هذه الحقيقة الدامغة ابلغ رد على نتائج تلك الدراسة التي تتهمنا كأسوأ بلد لإقامة الوافدين، وإلا كيف (نعطي) الوافدين (بناتنا) ونتزوج منهم؟!
فيما يتعلق بالمؤشر الثاني (جودة الحياة) أستعين بنتيجة ما يحوله الوافدون في الكويت من أموال لبلدانهم بأرقام مليارية بلغت 15.3 مليار دولار. فأين السوء والذل والهوان في حياة الوافدين؟
خلصت إحصائية رسمية إلى أن إجمالي عدد حالات الزواج في الكويت بلغ 2.2 مليون شخص منهم 1.6 مليون وافد (لاحظ العدد المقارن بالإجمالي)، وأن عدد 753158 أنثى متزوجة في الكويت منهن 487100 امرأة عربية، و15054 آسيوية و301 أفريقية و771 أوروبية و1440 من أميركا الشمالية و179 من أميركا الجنوبية و150 أسترالية. فكيف للوافدين أن يتزوجوا بهذه الأعداد التي بلغت أكثر من نصف الزيجات في الكويت وهم لا يشعرون وينعمون بجودة الحياة والاستقرار الاجتماعي والأمان الوظيفي والمعيشي؟!
أما المؤشر الثالث (كلفة ونوعية التعليم والطبابة) يتمتع الوافدون بمجانية التعليم لبعض المراحل وبرعاية طبية (على سبيل المثال لا الحصر) بعض أنواع الفحوصات الدقيقة لمرض السرطان، تقدم مجانا، وفحوصات الطب النووي زيادتها قليلة بمقارنتها بالدول الأخرى، وعن بعض أنواع الخدمات غير المغطاة بالضمان بوثيقة التأمين الصحي فهذا أمر موجود في كل دول العالم إلا الكويت.
فحص العظام يكلف الدولة 90 دينارا وتقدم لمن لديه ضمان بقيمة 40 دينارا وفحوصات الأورام يكلف الدولة 480 دينارا وللمقيمين بقيمة 250 دينارا، ورسوم مراجعة المريض الوافد للمستشفى وللمستوصف في المتناول، فضلا عن إعفاء 13 حالة من حالات الوافدين من دفع الرسوم الصحية لا يسع مساحة المقال لذكرها.
وعن المؤشر الرابع (أوقات فراغ المقيمين) أقول: عندنا في الكويت أماكن متعارف عليها بيننا وبين الوافدين روادها أغلبهم من الوافدين لا كرها أو تعالياً بل هو حقيقة ما اعتدنا عليه (المواطنون والمقيمون على حد سواء) مثل المجمعات التجارية، وأسواق بعينها وكذلك هناك حدائق ومتنزهات تضاهي أكبر وأجمل المنتزهات والحدائق في الكويت. أقول: كيف لم يشعر الوافدون بالرضا ولديهم إحساس بالأمان النفسي وهو أهم أركان العيش السليم؟ كيف أنهم لم يدركوا جيدا الفروقات الجوهرية بين الكويت وأي بلد آخر من حيث توافر أبسط الخدمات وبقاء الوافدين لسنوات طويلة وعدم رغبة الكثير منهم بترك الكويت؟
لقد عكست الإحصائيات التي ذكرناها «الأرقام الرسمية لا تكذب» الشعور بالرضا هو بوابة السعادة التي تجلبها الطمأنينة والراحة والرد على نتائج الدراسة سالفة الذكر.