كانت بعض بيوت الكويتيين تمتاز بتصاميم معمارية تجعل من وجود البلكونات اساسا جماليا دون استخدامها لاعتبارات يعرفها الجميع. فضلا عن توافر ارتدادات استغلت كحدائق تزيد من جمال البيوت وكذا اسطح المنازل التي حولها البعض لجلسات رائعة.
تصاميم بيوت هذا الزمان اختفى منها الحوش والبلكونات، وعرفنا قيمتها بعدما اصبنا بفيروس كورونا ووصل بنا الامر - تصاعديا - لتطبيق حظر تجول جزئي اجبرنا على الجلوس في منازلنا - قسرا - فصرنا نغبط من عنده سطح وبلكونة او حديقة لأن المستمتعين بها ألهوا انفسهم من وساوسها الشيطانية ليكونوا اقل قلقا من غيرهم ممن لا يملكها، وبدا البعض في استحداث بدائل كي يتكيف المتأزمون منهم مع هذه المرحلة.
نمر في وقت وظروف صعبة، تستوجب فهم وتحديد اولوياتنا، منها ترتيب وتنظيم امور حياتنا من اجل التمتع بذهن صاف وقدرة على العمل، وعليه انصح باتباع مهارات عدة، منها: بدل حياتك، انفض فراشك وابتعد عن عادة النوم غير المبرر و(شاي الضحى) وعاداته او مشاهدة الافلام، الى اتباع ثوابت مهمة، بدءا من الاستيقاظ فجرا لتأدية الصلاة في وقتها ومن ثم - لمن أحب - العودة للنوم قليلا والاستعداد ليوم جديد وكأنك تستعد للذهاب إلى الدوام، (اشرب قهوتك) اذا كنت متعودا عليها، واقرأ الصحف وحاول ان تتبادل الاخبار مع الأصدقاء واختر الافضل منها، أدر وقتك، وابتعد عن اخبار (النكد)، مارس رياضة المشي المنزلي، اما إذا كنت من نوع «الحرفي» اسس مملكة صغيرة (ورشة، كراج، مكتبة او استحدث مثلها او أنشئ موقعا للزراعة المنزلية الداخلية)، أطلق العنان لأفكارك وخيالك وأمسك القلم وابدأ بعد الاستعانة بالله بالكتابة فلعلك تكتشف موهبتك التي دفنتها الأيام والظروف، اما اذا كنت تملك مهارات القيادة الوالدية فإن د.إبراهيم الخليفي يقول لك: استعد - كأب - دورك القيادي التربوي، ولم شمل عائلتك لأن هذا الوضع المتأزم لمرض كورونا قد يزيد من مشاكلك الأسرية وقد تكون أكثر تعقيدا وتفاقما وتفقد الكثير ما لم تحكم السيطرة على اسرتك.
فالتدريب على مهارات (شلون) تقود اسرتك (وتربي) عيالك، ضرورة قصوى يسبقها تهيئتك كقائد للمركب الذي سيسير بك وبأسرتك الى بر الأمان، فاذا احسن القائد قيادة مركبته (الممارسة الوالدية الصحيحة) في الانضباط الاجتماعي والنفسي كأب، ومعرفتك لمواطن القصور الذي تعانيه لتقويتها او(ليش ما) تمتلك كأب شخصية مؤثرة تقود اركان بيتك بنجاح؟ ام تحتاج الى استشارة سريعة لتعديل ذاتك؟ حينها يضع القائد اولى خطواته على عتبة التهيؤ.
اطرح عدة تساؤلات (مثلا): ما القصور الذي تعاني منه حتى لا تكون أبا محترما؟ كي تشخص واقعك وتعرف مكامن الضعف والخلل الذي بسببه فشلت في قيادة اسرتك؟ أليس الأجدر بك ان تبحث عن تلك الإجابة بدلا من خلق الازعاج والقلاقل مع العيال وأمهم وتنكد عليهم الحياة وتنقل لهم تأثير فشلك في عدم توفير بلكونة، سطح او حديقة (لينحاشون) هم عنك في مثل ظروف الحجر المنزلي وتهزمك كورونا؟!!