كم أنت جميلة.. إلا أنني لا أستطيع مخاطبتك.. لا أدري لعلني أريد أن استمتع بهدوئك الآسر فلا أجمل منك وأنت تنصتين إلى من حولك ولا يزعجك إصرارهم على الكلام، دون انقطاع لحبل أفكارك التي أجزم أنها كالأحلام.. استرق النظر إليك كاللص وبلذة لا أكاد أفهمها غير أنني مستمتع بالنظر إليك دون علمك، كم أنت جميلة، لا اعتقد أن لأحد الحق بأن يملي عليك أي شيء بل أنت من يصدر الأمر المطاع ولو بالإيماء لا الأمر المباشر، أعلم أنك عاصرت الكثير ومر عليك الأكثر وها أنت لم تتغيري أبدا، فكل من يحب أرضه يسميها دولتي ونحن فيك نعيش حكاية وطن نتنفس عبر رئتيه أنقى الأكسجين..
وطني وقرة عيني الكويت أعلم أنك تعلمين بالهواجس التي تنتاب أهلك فلا تلوميهم فطبيعة الإنسان الخوف من المجهول ووالله لو استذكروا المعلوم لديهم لعلموا أنك أقوى كثيرا من الدول الأسمنتية التي بلا روح وأقوى ممن يدعون الحضارة وهم غير متحضرين أو متمدنين أصلا وأقوى من الدول الكرتونية ذات الطابع الدكتاتوري وأقوى وأقوى..
فقد مر عليك الكثير من الأزمات وغدر الزمان وغدر الاخوان والحروب وأحقاد النفوس وتلاعب الأحزاب وتغليب المصالح وجرحك بالكثير من الافتراء والبهتان والإفك.. وها أنت جميلة ولم يضرك كيد التافهين المنافقين الذين في قلوبهم مرض ولم يجزعك المرجفون وأهل الفتن..
فأنت باختصار وطن ولست دولة عادية لها ما لها وعليها ما عليها... حبيبتي تتسارع الأحداث وتتلاسن الدول وينتاب الناس ما ينتابهم من هلع ونحن بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة نعيش في كنفك آمنين،
اللهم أدم علينا الأمن والأمان بدون ظلم والطمأنينة والسلام واحفظ كل محب لهذا الوطن الجميل.
[email protected]