قبل الانفتاح الإعلامي الحاصل حاليا كان لي صديق يعمل في إحدى المجلات المتوسطة السمعة سكرتير تحرير لها، وكان ممن يحب العمل وتميز بحضور البديهة الدائم وكان من أكثر المتواجدين في شارع الصحافة آنذلك - طبعا ليس الشارع الرئيسي - المهم أنني كنت ممن يدعوهم دائما لزيارته في مكتبه، وفي إحدى تلك الزيارات وبينما كنا نتناقش بحماس حول أحد المواضيع الأدبية التي تنشرها مجلتهم بصورة دورية رن هاتف المكتب لديه وإذا به يجيب على إحدى القارئات للمجلة وقد تحول من باب الأدب إلى باب آخر في المجلة وهو باب تفسير الأحلام وأخذ يدون حلم تلك القارئة ويدقق بالأسئلة ويناقشها في أصغر الأمور وفي نهاية الحديث فسر لها الحلم وقال لها: لا تخافي ولا تحزني فأنت بخير وانك محسودة وعليك بملازمة القرآن وإن خيرا كثيرا سوف يأتيك، وبكلام عام ومكرر أنهى المكالمة وعاد إلي وقال ماذا كنا نقول؟!
لم أتوقف عن الضحك، وقلت ما الذي فعلته وكيف تفسر لها الحلم؟ أليس هذا دور مفسر الأحلام بالمجلة أو أين كان غيرك؟ وبعد الكثير من الضحك - والطنازة طبعا - اعترف لي بأنه يعمل كصحافي (فرار) يعني وكما يقول المثل «حجام وشلاع ضروس» أو «حجام وقلاع ضروس».
جميعنا يؤمن بالتخصص ولا عمل حقيقيا إلا بوجود العارفين والمميزين المكلفين بأداء الأعمال ودون وجود ضغط من سيد أو مدير غبي وغير مؤتمن، وليس من المنطق أن نعين مديرا أو وزيرا ونعلمه كيف يعمل، المفروض أن يكون جاهزا للعمل ونحن من يستفيد منه لا العكس.
إن كانت الكويت تريد أن تكون لها الريادة، فالأمر غير مستحيل أبدا ولا أسهل من أن نعين الحجام كـ «حجام» ونعين «شلاع الضروس» كـ «شلاع ضروس» دون تدخل أو ضغط أو محاصصة ظاهرة للعيان أو غير ظاهرة، كلنا يعلم أن من يعمل بصورة حقيقية في أي ميدان من المميزين ما هو إلا شخص مزعج ومسبب للقلق لأي مسؤول (باراشوتي) قادم من خارج رحم العمل وهذا ببساطة لأنه أعلم وأقدر على العمل الحقيقي دون تقديم تقارير منمقة للهروب من واقع المسؤولية بل عمل جاد وواقعي للمصلحة العامة، طبعا انت معاي يا حكومتنا المحترمة بها الفكرة ولا أنت ضدها وللا شالموضوع.
إلا عالطاري لقيتوا لنا حل بالفساد ولا نهاجر ولا نكون دولة فاسدة أفضل من أن نكون لا دولة! أم اننا إلى الآن ندور حول الحمى ونكحل عين الرمدا، يا أحباءنا وأبناء وطننا نحن لسنا بأعداء، وللعلم الحل سهل جدا ولا يريد أي شي وإن كنتم تريدون الحل (جيبوا لنا واحد يداوم صح وواحد يفسر لنا الأحلام صح) مو تجيبون واحد بتاع كله أو تجيبون لنا وزير مثل صاحبنا.
[email protected]