في شتاء عام 2000 كان لي والأصدقاء مخيم في منطقة الصبية المطلة على الكويت العاصمة، وكنت دائم الحديث والدعوة للزملاء لزيارتي فيه للتمتع بجمال المكان وروعة المنظر ليلا فأنت في مكان ساحر وجو شتوي مميز وترى في الجهة المقابلة للمخيم عبر جون الكويت أجمل المناظر للعاصمة..
لم يعترض على حديثي هذا سوى أحد الزملاء ممن لا يعرف عن الكويت سوى الشوارع المعبدة واللوحات الإرشادية للمناطق ولا يملك أي خبرة ميدانية في أي منطقة برية في البلاد رغم تخصصه في الجغرافيا! عموما أنكر هذا الزميل وبتهكم أنه كيف تكون في الصبية وترى الكويت، ولم يقتنع إلا عند دعوته للمكان والتمتع بذلك الجو المميز لدرجة أنه اصطحب عائلته لنفس المكان بعد مدة من الزمن.
ما حقيقة حرير الصبية؟ هل هو حرير خشن؟ أم أنه حرير صناعي؟ أم أنه منتج طبيعي؟ أنا أسمع..
ولا أرى.. وأتكلم.. ما الفكرة وما هي ماهيتها.. تفاصيل غير مفهومة لي على الأقل.
مما لا شك فيه أن من سمع عن مدينة الحرير في الصبية تتراءى له الأحلام الوردية والمستقبل المبهر والعالم المطلي بالمستقبل الحافل بالمال والقوة و«الكشخة» طبعا فالاسم والدعم والفرش الإعلامي السابق لهذه المدينة مميز جدا وهي إلى الآن حبر على ورق، فكيف إذا ظهرت للعيان ونفذت على أرض الواقع، هذا إذا كان هناك حبر حقيقي للتخطيط لها، فأنا كمواطن اعلم بأن هناك سوابق للعرض الإعلامي للمشاريع العملاقة دون عمل كمترو الكويت والقطار الخليجي وغيرهما الكثير من المشاريع إما تبخرت أو تأخرت كالمطار والجامعة والحقيقة أن أغلب مشاريعنا يغشاها الضباب ولم يزح عن ديكور مسرحها الستار إلى الآن ولا نعلم عنها إلا القليل وهل هي حقيقة وواقع ام أنها صرح من خيال فهوى.. الله أعلم.
المهم في الموضوع إن كان هناك موضوع أصلا أن يتحقق في زمن نعيشه الآن فمن حقنا أن نرى هذا الحلم وهو يتحقق وبكل قوة دون تسويف واستعراض للعمل دون عمل!، فالأيام لن تنتظرنا وتنتظر توزيع التركة قبل بدء إرساء قواعد العمل فيها، وأنا كأي مواطن لي الحق أن أعرف وأتعرف عليها وألمس المنفعة منها لوطني ولأبنائي غدا، ولا يهم أن تكون هذه المدينة التي يزعمون حريرية الملمس في بداية تأسيسها ولا يهم وإن بنيت بصورة خشنة فسوف تلين وتصبح حريرية بقوة العزم والإخلاص في العمل ولا أعتقد أن مدينة بهذا القوة والموقع يقف عملها والعمل بها بسبب تشريعات بسيطة تستطيع الدولة أن تنهيها بأسرع وقت - تقدر تكاليفها حسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بـ 86 مليار دولار على 250 كيلومترا مربعا وتنفذ خلال 25 سنة.
إن كان كذلك فهذا والله غاية المطلوب وإن لم يكن فإنني أدعو أهل الكويت إلى زيارة هذه المنطقة والاستمتاع بجمال صحرائها المطلة على عاصمتهم ولا أنصحهم بأن يتعلموا أو يقرأوا عنها عبر كتب الجغرافيا فهذا الأمر لم ينفع زميلي من قبل ولا داعي للأحلام، فجسر جابر هيأ لكم هذه الميزة وبسرعة دون الحاجة للالتفاف حول جون الكويت كاملا عبر محافظة الجهراء للوصول إلى ذلك المكان الجميل، كما أنني أنصحهم بعدم لبس الحرير أبدا فالجو العام لمدينة الصبية حاليا خشن وبارد جدا جدا جدا.
[email protected]