أذكر في احد البرامج التلفزيونية الفكاهية نوعا ما أنهم عرضوا لغزا على الجمهور ورصدوا جائزة لمن يأتي بالحل وكان اللغز من نوع السهل الممتنع وهو (من داخل ابيض ومن برا أسود.. جدر ياثور افهم يابقرة) الغريب في الأمر أن احدا لم يأت بالحل.
فساد هنا ودمار هناك.. ونحن ينقلنا رغد العيش من مكان الى مكان حسب الهوى والمزاج العام للأحداث التي تطرأ في البلاد، ومن ثم نتناسى الحدث الذي كان مهما بالأمس وتعلقنا بحدث اليوم حتى اصبح المجتمع ألعوبة بيد بعض التافهين من المغردين وغيرهم وكأنهم مقياس الرأي العام في البلاد.
وهذا الأمر غير صحيح مع عدم إغفال دور اهل الإعلام - سناب، تويتر وغيرها- المحترمين الذين ينقلون المشهد ويعبرون بوطنية دون كلام مكتوب او منقول شفاهة مدفوع الثمن، وللعلم إن الاعلاميين الذين يعتقد الكثيرون انهم يديرون المشهد ما هم إلا اصحاب رأي مطروح لا صناع رأي مسموح، فالأغلب منهم يذهب باتجاه الحكاية ويرويها بذكاء إلا انه ليس ممن يتحكمون فيها، وإن ادعى ذلك فصناعة الرأي لا تأتي عبر الفبركة والتدجيل وإيهام المتابع بما ليس له قدرة عليه.
العجيب في الامر اننا ما زلنا نناقش توافه الامور برومانسية فكرية تافهة، والأكثر عجبا ان العصافير ما زالت تغرد.. ألم يحن وقت الطيور الجارحة للافتراس واخذ زمام الامور؟ أم ان رغد العيش ضيع اسود الغابة عن إدارة شؤونها وشؤون من حولها؟
يقول الشاعر الكبير تركي بن حميد:
من لا يدوس الراي من قبل ما ديس -
عليه داسوه العيال القرومي.
ومن لا يقلط شدرت السيف والكيس -
يصبح عليه من الليالي ثلومي.
وافهم يا فهيم،،.. جدر.. جدر.. والله جدر الحل جدر ياثور افهم يابقرة.
[email protected]