كنت في صيف عام 1999 بإحدى الرحلات مع الأصدقاء، وفي حمام السباحة اكتشفت أنني الوحيد الذي لا يعرف السباحة، وكان أغلب الأصدقاء سباحين ماهرين أو ممن يدبرون أمورهم في الماء إلا أنا، فقد كنت كطفل صغير يخشى ان يصل الماء الى منتصف ساقيه، ومن ذلك المسبح قررت أن أتعلم السباحة وأجيد العوم أيضا، وفعلا عند عودتي للوطن تعلمت السباحة خلال فترة بسيطة وتحولت من أميٍّ بالسباحة الى سباح مقبول، أي مسحت أمية السباحة لدي، فعلا حياتك من صنع أفكارك، فكل فكرة تكمن من اتخاذ القرار والتصميم على تغيير وضع معين الى وضع آخر فالعملية بسيطة جدا، اعترف لنفسك بأنك جاهل في هذا الامر ومن ثم صمم على التغير.. تتغير مع القليل من التعب والمساعدة تستطيع حسم الأمر بسهولة.
نحن في بلد غني بالعقول التي لو وزعت على الكثير من الدول لكفيناها شر مؤونة الرأي وعبث الجهل، بل كان أهل الكويت سبّاقين في الكثير من الأمور التي جعلت منا مركزا في كل فكرة.. إلا أن الافكار وحدها لا تنفع.
نشأت فكرة الحكومة الالكترونية عام 2006 تقريبا وفردت لها الصفحات وتداولتها الدولة بكل أطيافها بالترحاب والاستحسان.. وبعد كل هذه الاعوام وبعد أزمة «كورونا» بالكاد نستطيع ان نأخذ موعدا للذهاب للمراجعة المطلوبة، يعني أربعة عشر عاما من العمل والتواجد وما زلنا في مراحل الحمل الاولى التي نخشى عليها من الإجهاض لعدم كفاءة العاملين على هذا القطاع للنهوض بالأفضل للأسف، بل نحن اقل بكثير من بعض الدول الخليجية وبمراحل لا ترى بالعين، فأين أنتم يا من تملكون القرار؟ هل من المعجز ان ننهي كل معاملاتنا عبر المواقع الالكترونية، أم انكم تحبون رؤيتنا كل صباح في مختلف وزارات الدولة؟
والله من المعيب ان نكون في آخر الركب، وأنا اعلم ان كثيرا من المعنيين لا يستطيعون ذلك لعدم جدية الدولة والحكومة في هذا المضمار، واعتقد أن تلك أولوية لا تعنيهم أبدا، فالتخلف الالكتروني هو من مميزات وزاراتنا وحكومتنا للأسف، للعلم وبكل بساطة تستطيعون ان تستعينوا بالطاقات الشبابية من داخل الكويت كمصممي مواقع البنوك مثلا مع كامل رجائي بعدم عمل لجان تتبعها اللجان واستشارة المستشار «اللي بالي بالكم»، الأمر بسيط جدا انتم فقط تخيلوا انكم نويتم أن تتعلموا السباحة.. «اول شي اشتروا لك كم شورت وروحوا لاي ناد متخصص بالسباحة واعترفوا للمدرب بعجزكم وعدم معرفتكم وجهلكم وتخلفكم بالسباحة.. طبعا وهو راح يعلمكم.. بس»!.
[email protected]