كلمة قالها المخرج العربي والمصري المبدع محمد فاضل في أحد البرامج الإذاعية، بدأت الاستماع لها أثناء قيادتي في شوارع القاهرة «زيارة قصيرة» وأنا من عشاق الإذاعة وإذ بالمذيعة تقول: معنا اليوم المخرج محمد فاضل. وهنا شدني الحوار للاستماع لأنني من عشاقه، بدأ الحديث عن الإذاعة، وإذ بالأستاذ «فاضل» يقول: الأذن ترى! ما أجمله من تعبير يحمل الكثير من الإحساس والمشاعر، هل الأذن يمكن أن ترى؟ نعم عندما يتخيل من يسمع الأحداث ويتعمق بالحوار هنا تقدر الأذن أن تعمل مكان العين وعند الوصول لتلك المتعة تكون قمة الإبداع ونجاح المادة الإذاعية المقدمة لأنني جعلت المستمع يرى بأذنه.
الأذن ترى! تلك الصورة الجمالية التي تكمن في وصول المستمع الى أن يرى ما يسمعه، وعندما يصل المستمع لتلك المرحلة نطلق على المادة الإذاعية المقدمة الإبداع، لأن من يقدم تلك المادة جعل المستمع تتحد حواسه من خلال مخيلته إلى أن أصبح يرى الأحداث من خلال أذنه، وتلك هي الإذاعة المتميزة التي تجعل الأذن ترى.
بعد الانتهاء من الحديث عن أهمية الإذاعة قامت المذيعة بالمحاورة مع المبدع والمخرج محمد فاضل عن الحديث عن أعماله وتاريخه وكيف أصبحت المنصات الخاصة تحارب المنصات الإعلامية الحكومية «التلفزيون»، وهنا قام أ.فاضل باقتراح جميل جدا في تلك القضية، وأعتقد أن الاقتراح من الممكن تطبيقه في جميع التلفزيونات العربية وهو:
لماذا لا يدفع المواطن «المشاهد» اشتراكا شهريا للتلفزيون؟ ويكون شيئا رمزيا، هذا الشيء سيمنح للدولة مردودا ماديا يترتب عليه ألا يكون المواطن أسيرا للدعايات، ويستطيع أن ينافس المنصات الخاصة أيضا لأنه لديه جمهوره، كما أن مشاهده سينتقي المواد المطروحة من خلاله، وهذا من خلال الإقبال على الاشتراك مثله مثل المنصات الخاصة لكن بسعر منخفض.
انتهي البرنامج وأصبحت الفكرة تضيء في ذهني من خلال الكثير من التساؤلات ومنها: ليش ما تطبق الفكرة ويصير عندنا عائد مادي غير الإعلانات؟ ليش ما يصير المجتمع هو المتحكم بإعلامه من خلال الإقبال عليه من خلال الاشتراك أو الرفض؟ ليش ما يتخصص التلفزيون ونفتك؟
٭ مسك الختام: العين ترى ما لا تملك على غير أصله، فإذا ملكته رأته على أصله.
[email protected]