حديثنا اليوم لا لتسليط الضوء على مسرحية «دقت الساعة» التي قام بتأليفها العملاقان في فن الكتابة المسرحية عبد الأمير التركي وسعد الفرج، والتي عرضت في عام 1987، ولكن نسلط الضوء على مسرحية أخرى اقتبست الاسم فقط، وأحداثها على النقيض تماما لمسرحيتنا الأصلية، فالمسرحية الأولى كانت تحذر الشعب الكويتي من التفكك والبعد عن الوحدة الوطنية، أما المسرحية التي نحن بصددها فتدفع إلى التفكك، قد يسأل البعض: من مؤلفها؟ لا أعلم وقد يسأل البعض الآخر: متى تدق الساعة؟ في علم الغيب.. ويسأل ثالث: متى تنتهي أحداث المسرحية؟ ومن أبطالها؟ وكيف؟ ولماذا؟ وهل؟.. أسئلة كثيرة قد نعلم عنها الكثير ولكن من يحركها لا أحد يعلم أو قد يعلم القلة!
مسرحيتنا ترتفع دقاتها وترج أجواء معيشتنا في الفتنة وتفكك الوحدة الوطنية، أبطالها فرادى، وكل فرد فيها له حزب يخالف الحزب الآخر، أما حبكتها المسرحية فهي قضية «الكرسي»، نعم الكرسي فمن أجل الكرسي تتشعب الأحداث المسرحية وتبرز من خلال أحداثها فنون التعذيب والصراخ والضرب والنتيجة التي نرى نهايتها كل يوم تفكيك الوحدة الوطنية والرجوع بالوطن إلى الوراء، ولكن على النقيض ما نريد إثباته وهو انه عندما نبتعد عن الذروة المسرحية وهي الصراع على الكرسي ونقوم بتبديل أحداث مسرحيتنا التي تنصب في المشاحنات السياسية والقرارات الوهمية وإقامة لجان، بشيء واحد هو أن تصبح قضيتنا هي الوطن، وتدور أحداث مسرحيتنا حول كيفية بناء المستقبل نجد أنها تنتهي بالوحدة الوطنية، ويصبح النصر حليفنا ونعود للصعود إلى القمة، نعم هذا ما حدث في كأس الخليج.
القضية ليست بالساعة ولا بمن يدق أجراسها، القضية فيمن يسمع وينصت لتلك الأجراس ويرقص على أنغامها، فعندما نسمع ونرقص على تلك الأجراس نقوم بما يريده من يدق أجراس ساعة الخطر، ولكن عندما نبتعد عن الصوت ولا ننصاع لمفتعليه نجعلهم مع الأيام يتعبون ومن ثم يكفون عن قرع الأجراس الهاوية، وهذا ما فعله منتخبنا الأزرق ابتعد عن الأجراس السياسية وكف نظره عن الساعة، وأصبح يفكر في الوطن والمستقبل.
دقت الساعة.. حان الوقت أن نغير كتاب تلك المسرحية الذين لا نعرفهم وأن نصبح نحن شعب الكويت كتابها الفعليين، لنبدل كل ما قاموا به من أحداث سلبية ونضع أحداثا إيجابية، نريد أن تدق أجراس مسرحيتنا بالفوز لا بالعنف، فلنبدأ في أحداث مسرحيتنا بانتصارنا واعتلاء اسم الكويت المركز الأول لا في الرياضة فقط بل تكون أحداث مسرحيتنا عن النصر والفوز في جميع الميادين العلمية والعلمية، حان الوقت لكي تدق الساعة بأجراس الوحدة الوطنية، وأصبح الوقت لا للكراسي بل للوحدة الوطنية.
كلمة وما تنرد: كل عام وأنتم بألف خير بالسنة الهجرية، وألف مبروك لمنتخبنا بالفوز بكأس الخليج ونحن بانتظار وعد منهم بالفوز بكأس آسيا.
[email protected]