لدينا مشكلة ثقافة في وطننا العربي، فبعض من يدعون الثقافة ويتلاعبون بالألفاظ المقعرة والمحدبة والتي لا تفهم للأسف، نجد أنهم أصبحوا مسؤولين عنها، وبعد ذلك «تقولون تبون أوبرا».
يحدثني صديق لي عن أحد المسؤولين عن الثقافة في الكويت، وفجأة سألني عن رأيي الشخصي في ذلك المسؤول؟ فلم يجد صديقي مني إلا أن أتحدث عن تلك الشخصية بكل احترام وتقدير، وهذا ما تعلمناه «الرقي في الحديث هو أساس الثقافة»، وقد أكد ديننا الحنيف على «آداب الحديث».
وما أن انتهيت من ردي على سؤاله وجدت ذلك الصديق وقد تغيرت ملامحه ونبرات صوته، فأسرعت إلى سؤاله: ماذا بك؟ فأجاب: أتعلمين أن هذا المسؤول تكلم عنك بأبشع الألفاظ عن شخصك ووصفك بأنك محدودة الثقافة، ولا يوجد لك حضور، وأنه اكتشف ذلك خلال مشاركتك معه في أحد المهرجانات العربية؟
لم أستطع إخفاء ضحكتي فور سماع ذلك الكلام، فاستغرب صديقي من ذلك وسألني: لماذا تلك الضحكات؟ فأجبته: يا سيدي في بادئ الأمر لا أقول إلا «حسبي الله ونعم الوكيل»، أما عما سرده ذلك المسؤول المدعي للثقافة من ادعاءات عني أو عن غيري من المثقفين يرجع إلى الخطأ الإداري في الدولة الذي أعطى للبعض أمثال تلك الشخصية مسؤولية إدارة الثقافة رغم أنه ليس أهلا لذلك، بل تجد الأغلبية منهم مجرد إداريين فقط وصلوا من خلال التدرج الوظيفي أومن خلال حرف «الواو».
وهنا تكمن المشكلة بأن الثقافة في الدولة أصبحت خادما للتدرج الوظيفي وحرف «الواو»، فكيف تريد من ذلك الشخص أن يتحدث بالحوار الراقي والمثقف وهو لديه أجندة خاصة وضعت من قبل السيادة لهدم البعض ممن لا ينظرون للمناصب؟ بل كيف تريد بالارتقاء والإبداع الفكري في الكويت وأنت تمتلك البعض ممن يقمعون تفكيرهم وثقافتهم داخل دائرة مغلقة اسمها الكراسي؟
*****
٭ كلمة وما تنرد: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ـ الحجرات: 6).
[email protected]