نرمين الحوطي
لماذا ألغي تدريس التربية العسكرية في المدارس؟ أبدأ مقالي بهذا الاستفهام لاحتياج مجتمعنا لاعادة الخدمة العسكرية أو التربية العسكرية كما كان يطلق عليها حتى منتصف الثمانينيات، لماذا لا ترجع التربية العسكرية في مدارسنا الثانوية؟ لقد كانت تعطي تدريبا كاملا للشباب، بل للفتيات أيضا، للتقوية وخدمة الوطن وتهيئتهم للاعتماد على النفس، بل نجد انها كانت تدخل في المجموع النهائي للثانوية العامة مما يجعل الطالب يهتم بها ويقبل عليها ويجد نفسه مجبرا على التفوق فيها، التربية العسكرية كانت على النحو التالي: بالنسبة للشباب كانت تقدم لهم عن طريق التدريبات العسكرية وكيفية حمل السلاح والاعتماد على النفس والالتزام، وكانت تدرس بعد انتهاء الدوام الدراسي للسنتين الثالثة والرابعة الثانوية، أما بالنسبة للفتيات فكانت تقدم لهن من خلال تدريبات المساعدة الطبية مع تنمية حب الوطن والالتزام والدفاع عنه، وأيضا كانت تدرس بعد انتهاء الدوام الدراسي للسنتين الثالثة والرابعة الثانوي يوميا.
وهنا أقول لماذا استبعدت هذه المادة بالرغم من احتياج شبابنا لها؟ لمصلحة من ألغيت؟ ان شبابنا عندما ندربهم على حماية وطنهم لا نقصد اننا لابد لنا من الدخول في حروب، بل نحن نعلمهم أصول وقواعد حماية الوطن، بل ونجعلهم يعتمدون على أنفسهم وكيفية احترام الذات والانتظام في كل شيء، بل والأهم من ذلك في هذه العملية هو عدم التفرقة بين الناس، الكل يخضع للقانون والكل يخدم الوطن دون التفرقة بالنسب أو الواسطة، وهذا ما نشاهده في الحروب والخدمة العسكرية، الكل يدخل من أجل كلمة واحدة هي «الكويت» والحفاظ عليها وحمايتها، هذا ما نحتاجه الآن خاصة في مدارسنا التي تفتقد لأهم شيء، وهو «الذات الكويتية»، ان شبابنا يفقد ذاته، وهو تائه لا يعرف ماذا يريد والى أين يريد الوصول؟ وهذا ما نشاهده الآن في كثرة تعاطي الخمور والمخدرات، ثم نسأل سؤالا واحدا وهو لماذا يفعل الشباب ذلك؟ والاجابة واضحة، فقد الذاتية وعدم تحمل المسؤولية، لابد ان نعيد الخدمة العسكرية، فهي أحد مقومات إعادة تكوين شباب المستقبل لتحمل المسؤولية والشعور بالالتزام نحو وطنه وأسرته، نتذكر قول أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ): «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، وإذا حللنا هذه الكلمات فسنجد ان جميع هذه الهوايات ما هي إلا صفات المحارب من قوة وصبر وتركيز وهذا ما نريده من أجيالنا المقبلة وهذا ما نريده من المسؤولين ان يعلموه للشباب الكويتي.