نرمين الحوطي
انتهت الانتخابات، والحمد الله كانت النتائج مبرهنة للعالم أجمع على قوة الشعب الكويتي وحسن اختياره، ومع إعلان النتائج بدأت التحليلات العربية والمحلية تنهال علينا إعلاميا سواء كان إعلاما مرئيا أو مقروءا أو مسموعا، معطيا لنا أسباب الفوز التي قد تكون منها أسباب مبنية على الصحة وفق أسس سياسية وأخرى ما هي إلا تحليلات ذاتية، ومن هذا وذاك لا نستطيع أن نتغاضى وسط زخم التحليلات الإعلامية والسياسية عن دور النميمة السياسية (الحش) والتي وصلتنا إما عن طريق المسجات أو «شاي الضحى» أو الديوانيات.
في مساء اول من امس زارني أخي أبو عبدالعزيز ليهنئني بالفوز الساحق للمرأة الكويتية، فدخل عليّ وأنا جالسة في مكتبي أشاهد إحدى القنوات الفضائية، وبعد السلام والاشتياق سألني عما أشاهده فأجبته انه برنامج سياسي لبعض الشخصيات المهمة في تاريخ السياسة العربية والعالمية في وقتنا الحالي، فاندهش مني بأنني لا أتابع القنوات الكويتية سواء الحكومية أو الخاصة منها لمشاهدة انتصارات وفرحة الشعب الكويتي بفوز المرأة في الانتخابات، فقلت له: إن هذا البرنامج يتكلم عن الأسباب التي جعلت المرأة الكويتية تفوز بالنجاح في انتخابات 2009، فجلس بجانبي يتابع البرنامج، وإذ بشخصية من ضيوف البرنامج تقوم بالتحليل مدعية أن السبب الرئيسي لفوز المرأة الكويتية في هذه الدورة هو الدعم الأميركي لها، ولذا فإن هذا الضيف يخشى ـ كما قال في البرنامج ـ من «أمركة» مجلس الأمة الكويتي.
وهنا نظرت لأخي مستغربة حديث هذا المحلل، وسألته: ماذا يقول هذا الرجل وماذا يقصد من حديثه؟ فقام أبو عبدالعزيز بتغيير المحطة قائلا: «خلصنا من شائعات الديرة طلع لينا هذا المحلل»، وهنا نظرت لأخي مرة أخرى سائلة: بالفعل أريد أن أسألك هذا السؤال ترددت شائعات كثيرة حول بعض الأسماء الحكومية الذين يسيرون بين الناس ويقولون لا أحد يقدر على «شيلتنا» من مناصبنا هل هذا صحيح يا بوعبدالعزيز؟ فتبسم أخي وقال لي: إذا كان هذا صحيحا لما شاهدت هذه النتائج الانتخابية التي لم يتوقعها البعض، فضحكت وقلت له: أكمل فعند جهينة الخبر اليقين.
فرد ضاحكا هو الآخر: لا جهينة ولا غيرها، لكن توجد صحوة لدى الشعب الكويتي بعدما سمع خطاب صاحب السمو الأمير حفظه الله، الذي كان مباشرا للشعب الكويتي بالتغيير والدفع للتقدم.
وهنا سألت: إذن لماذا كل هذه الشائعات والتحليلات سواء محلية أو خارجية؟ فأجاب: ألا تعرفين ما هو الحسد، إن ما حدث في الانتخابات ما هو إلا صفعة للآخرين الذين لا يريدون للكويت التقدم والازدهار، ومن يقول «لا أحد يقدر على شيلته وأنه مدعوم من الجهة الفلانية أو ظهر فلان» كل هذا شائعات وكلام مأخوذ خيره، وبعدين ليش محتارة، أيام وتشوفين إذا كلامهم صح ولا لأ، وعلى قولة أهل الكويت «اللي في الجدر يطلعه الملاس».