سئمت سطورنا من توجيه حروفها للمسؤولين والنتيجة «محلك سر»، اليوم كلماتنا تكتب لأهل الكويت من إحدى بنات الكويت لكي نكشف بعض الحقائق.
عندما ينادي بعض المسؤولين بالتقشف بسبب العجز المالي وأنه لابد من الحفاظ على المال العام من أجل الأجيال القادمة، فما أجملها من تصريحات! ونحن لها، بل ونقف مع كل مسؤول من أجل الحفاظ على المال العام، لكن عندما نقرأ القرار الوزاري 156 لسنة 2016 لوزارة التعليم العالي نصدم مما كتب فيه من سطور تجعلنا من الصدمة نضحك فـ «شر البلية ما يضحك».
قبل أن نسلط الضوء الجزئي على القرار وجب علينا أن نسلط الضوء العام على القضية بأكملها، فالقضية تختص بما يسمى «الساعات الزائدة» التي تمنح لأعضاء هيئة التدريس في المحارب العلمية الحكومية والتي تقع تحت مظلة التعليم العالي «الجامعة.. المعاهد التطبيقية.. المعاهد الفنية»، فهل من المعقول يا سادة يا كرام أن أعضاء هيئة التدريس بمختلف مسمياتهم ودرجاتهم العلمية متوسط عملهم في تلك المحارب العلمية ما بين (8 و14) ساعة ليس يوميا بل أسبوعيا، أي إذا قمنا بتقسيمها على مدار الأسبوع الدراسي نجد أن عضو هيئة التدريس يعمل ما بين ساعة إلى ساعتين يوميا وطبعا هذا لا يعمل به بل نجد أغلبية أعضاء هيئة التدريس يقومون بالعمل يومين أو ثلاثة أيام بالكثير في الأسبوع، وباقي الأسبوع محلك سر.
منذ أن وضعت تلك القوانين والساعات وكتبنا أكثر من مرة في ذلك الموضوع كانت نسبة الطلبة في الجامعات والمعاهد نسبة ضئيلة جدا فمن قام بوضع الساعات الدراسية في الماضي قامت قسمته من خلال نسبة الطلبة وعدد أعضاء هيئة التدريس، وها نحن اليوم في عام 2018 أي تزايدت نسبة الطلبة وقلت نسبة أعضاء هيئة التدريس وقلت القاعات الدراسية، ورغم هذا نجد المسؤولين بدلا من أن يزيدوا من الساعات الدراسية لأعضاء هيئة التدريس قاموا بتقليلها والسبب: ليصبح عندنا ما يسمى «الساعات الزائدة» التي يأخذون مقابلها آلاف الدنانير فوق رواتبهم.
كانت تلك هي الإضاءة الكلية أم الإضاءة الجزئية في القرار الوزاري رقم 156 لسنة 2016 لوزارة التعليم فقد قام المسؤولون بالاجتماع أثناء مناداة الدولة بالتقشف لعجز الميزانية فماذا نتج من هذا القرار؟ تقليل الساعات الدراسية لأعضاء هيئة التدريس في بعض المعاهد الخاصة بالقرار!
وهنا تكون الحقيقة ،لا نقول عضو هيئة تدريس، بل نقول موظف دولة الذي يعمل فقط يومين أو ثلاثة أيام لبعض ساعات في الأسبوع وفق الساعات الرسمية له وباقي الأسبوع لا يوجد نتاج علمي له وإذا افترضنا فرضا وهذا لا يحدث بأن باقي الأسبوع للتحضير والإشراف على الأبحاث العلمية فهل يعقل في هذا العصر ومع عجز الدولة بأن يكون متوسط العمل لأعضاء هيئة التدريس لخدمة الوطن تتراوح ما بين 8 ساعات و12 ساعة في الأسبوع؟ وإذا طلب منه العمل لساعات أخرى تحسب له ساعات زائدة عن العمل.
٭ مسك الختام: رفقا بالكويت.. والله من وراء القصد.
[email protected]