غاب القلم وغابت الكلمات بفقدان أحد أعمدة الأدب، الروائي الخليجي والعربي المخضرم إسماعيل فهد إسماعيل، طيب الله ثراه.
في البداية نتقدم بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ونخص بعزائنا من خلال سطورنا إلى الأستاذ طالب الرفاعي من حيث القرابة، فالراحل الكبير هو خال الأديب «الرفاعي» وفي الوقت ذاته فإن الرفاعي يعد الابن الروحي للمغفور إسماعيل فهد إسماعيل، رحمه الله.
لن نقول وداعا ولن نذكر ما كتبت وكتب عنك بل نقول بأنك ستظل باقيا معنا فكلماتك وسطورك ستبقى مرجعا لكل من يهوى فن الرواية وقصد الكتابة لها، فالتاريخ على الدوام سوف يدق أجراس ناقوس الرواية باسمك عندما يراد معرفة فنية الكتابة للرواية.
تعلمنا منك الصمت وكثرة التأمل وتحليل الأشياء ودراسة الحيثيات ليبدع القلم إذا أراد أن يرسم الشخصيات، تعلمنا منك الشغف للقراءة التي لا تقتصر فقط على علم بحد ذاته بل تعلمنا منك أن الروائي لا بد أن يشمل ثقافته بكل ميادين الحياة ويختزنها في مكنونه ويستعين بها عندما يستحضرها في أحداث وشخصيات روايته، تعلمنا منك الرقي في الحوار والمناقشة واحترام آراء الآخرين، تعلمنا منك الاطلاع على الأديان الأخرى والاستفادة من حضاراتها، تعلمنا منكم أن الكاتب لا يضع حدودا لموطنه ولا يتحيز لجنس أو لمذهب خاص، تعلمنا منكم أن الإنسان لا بد أن يجعل موطنه كل الأوطان، تعلمنا منكم حب الله وحب كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى ذلك هو إسماعيل فهد إسماعيل، رحمه الله.
مسك الختام: قد نكون فقدناك في أدب الرواية ولكن على الدوم باقٍ طالما نقرأ لك ونعيش بين شخصياتك الروائية، وما يخفف آلامنا وحزننا على فراقك هو وجود ابنك الروحي الأديب طالب الرفاعي «أطال الله في عمره» الذي غرست فيه العديد والكثير من شخصك وأدبك فهو امتداد لمسيرتكم العطرة بإذن الله.
[email protected]