هي ليست بقطرات الماء التي نراها كل صباح باكر تدغدغ أبصارنا عند رؤيتها على أوراق الشجر إنما هي «ندى» صديقتي وابنتي بما أكنّ لها من مشاعر.
أيام معدودة وسوف تحتفل «ندى» بعيد ميلادها أدام الله عليها الصحة والعافية، وهذا العام لن أكون بجانبها لكي احتفل معها وهذا لتواجدي خارج البلاد، فأحببت اليوم أن أشاركها من خلال كلماتي التي قد تكون شخصية، وخاصة لشخص محدد وبالرغم من خصوصية المناسبة والشخصية إلا أن «ندى» تعتبر صورة مشرفة للمرأة الكويتية ويحتذي بها.
بالأمس كانت فتاة صغيرة عندما فقدت والدتها، رحمها الله، وبالرغم من الفراغ الذي ملأ قلبها بعد فقدان والدتها، إلا أنها أصرت على أن تكمل دراستها العلمية والعملية لتحقق أمنية والدتها واليوم نالت شهادة الدكتوراه في الإعلام، قد يقول البعض يوجد العديد ممن يحمل شهادة الدكتوراه ولكن «ندى» غير!
فبعد حصولها على شهادة الماجستير وتقديمها على الدكتوراه حل المرض بوالدها، حفظه الله ورعاه وأمن الله عليه بالصحة والعافية، فكانت تلك الفتاة توزع وقتها ليس ما بين مكانين بل بلدين، فتارة بجانب والدها المريض، وتارة أخرى تثابر لتخليص أطروحتها العلمية ،تلك هي المرأة الكويتية التي تتحدى الصعاب لتنال هدفها ولا تقصر أيضا بواجباتها نحو أسرتها وتلك هي «ندى».
تصغرنا من العمر الكثير وبالرغم من هذا تمتلك الفراسة والذكاء وقوة الملاحظة وبالرغم من هدوئها وصمتها إلا أنها عندما تتكلم ينصت الجميع لعباراتها القصيرة التي تحمل من المعاني العديد والكثير، تعشق القراءة والكتب وتذكرني بنساء الكويت في الخمسينيات والستينيات وشغفهن لكل ما هو جديد من إصدارات عالمية وعلمية وأدبية وغيرها من علوم الثقافة والحياة، عندما تنظر لوجهها تجد شموخ المرأة الكويتية وهيبتها وملامحها تجمع ما بين بحر الكويت وبرها، قلبها ينبض باسم الكويت وروحها على الدوم تنادى للكويت، تلك هي «ندى».
مسك الختام: يا حاتم الجود وبحر الندى.. ومعدن الإحسان والخير.. كل عام وأنت بخير مشرقة في كل صباح كقطرة الندى على الأزهار.. تنثري قطراتك بالخير علينا.. وتبهجي قلوبنا بقطرات الندى في كل صباح تقول لنا أنا «الكويت والكويت أنا».
[email protected]