مع بداية الأسبوع كانت نهاية العرس الثقافي للقراءة والفكر والإبداع والاطلاع عندما أسدل الستار مساء السبت على معرض الكويت الدولي للكتاب الـ43، قبل أن نخوض في قضية «التناقض الثقافي» وجب علينا أن نسلط العديد من الإضاءات الإيجابية على إنجازات المعرض وتفوق الجهة المسؤولة عليه بإظهار المعرض الـ43 بمستوى ثقافي وفكري وشبابي متميز برغم «صعوبة حالة الطقس.. وعدم توجيه الدعوات للكثير من المفكرين والأدباء وغيرهم» وبالرغم من هذا إلا أن معرض الكويت الدولي للكتاب الـ43 تميز هذا العام بالتنوع والتنظيم، فالتنوع شمل هذا العام العديد من الميادين العلمية، فلم يقتصر فقط على الندوات الثقافية والأدبية بل تنوعت مواضيع الندوات وشملت العديد من القضايا العلمية والعملية والدولية، كما لاحظنا أن في كل عام تزداد الأجنحة وتتسع مساحتها لتشمل كل ما يرغبه الإنسان من علم واطلاع عليه عند زيارته للمعرض، كل الشكر لجميع اللجان التنظيمية وعلى رأسهم «الداخلية» والآن حان وقت قضيتنا «التناقض الثقافي»:
قبل بداية معرض الكويت الدولي للكتاب الـ43 أثيرت قضية الرقابة والرقيب ومنع العديد من الكتب وأخذ البعض برسم بعض الشعارات والصور مطالبا برفع الرقابة على الكتب وغيرها من شعارات، المضحك في تلك القضية أن بعضا ممن هاجموا المعرض ورفضوا المنع ودور الرقيب، وجدنا البعض منهم مشاركين في ندوات المعرض والبعض الآخر يعرضون كتبهم في أجنحة المعرض؟! عفوا لم نفهمكم ! بالأمس واليوم وغدا تناشدون وترفضون والبعض منكم يخرج بتصريحات المقاطعة ويقوم البعض منكم بتحريض الشباب على القطع والرفض والإضراب وغيرها من سبل لا تمت للفكر وارتقائه بصلة، وها أنتم تشاركون برغم تصريحاتكم برفض الرقيب ومنع بعض الكتب، أي تناقض ثقافي تعيشون يامن تتحذلقون باسم الثقافة وأنتم لا تمتلكون حرية الرأي واحترام الفكر؟
هيهات يامن تثيرون الزوبعة الثقافية لكي تستفيدوا لمصالحكم الشخصية، فالفكر والرأي هي الكلمة واحترام المبدأ وليس ما يقوم به البعض منكم في الليل نجد البعض منهم كالخفافيش يحومون على ضحاياهم ليظنوا أنهم معهم، وفي الصباح يرقصون على مزامير الفرح فرحين بقتل ضحايا الليل وانتصاراتهم بوجودهم المنفرد، ومن هنا وهناك يبقى المتحذلقون وتناقضهم الثقافي لتأجيج الشارع الثقافي من أجل البقاء المنفرد من خلال مبدأ التناقض الثقافي.
٭ مسك الختام: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون (14) الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)صدق الله العظيم.
[email protected]