في بدء سطور مقالتنا وجب علينا الشكر لكل من يدافع عن الإنسانية ويناشد بـ «لا للعنف» ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا العنف؟ فقبل أن ننادي بردّة الفعل وجب علينا أن نبحث ونسأل عن أسباب الفعل. في إحدى الدراسات التحليلية عن ظاهرة العنف الاجتماعي التي قمت بقراءتها والاطلاع على التحليل العلمي والاجتماعي والقانوني عن ظاهرة العنف في تلك الدراسة العلمية والعملية، تقول تلك الدراسة:
إن العنف هو سلوك غير عقلاني وهو آلية يلجأ إليها الإنسان للتنفيس عن ظلم وقع عليه أو للتذمر من قيود تكبله لتنفيذ رغبة ما لديه، فالعنف ظاهرة لها أسبابها المؤدية إليها، ولا يوجد مجتمع يخلو منها، أي إنها ظاهرة منتشرة لكنها تؤدي إلى إحداث خلل بالنظام الاجتماعي على الرغم من أن الغرض منها يكون لتغيير سلوك الآخرين للإثارة على نظام يمارس فيه القهر والظلم.
وتفرد لنا الدراسة العلمية التحليلية معاني العنف على الصعيد اللغوي والقانوني والنفسي وغيرها من معان علمية ونفسية واجتماعية، فعلي سبيل المثال لا للحصر ذكر في الدراسة المعنى اللغوي للعنف «هو الخرق ليشمل كل سلوك يتضمن معاني الشدة والقسوة والتوبيخ واللوم والتفريغ وبهذا يكون العنف سلوكيا فعليا أو قوليا»، أما المعني القانوني فتقول الدراسة إن العنف من الناحية القانونية «هو الاستعمال غير القانوني لوسائل الإكراه المادية من أجل تحقيق أغراض شخصية أو جماعية»، أما الصعيد النفسي «السيكولوجي» فتعرف الدراسة التحليلية العنف على أنه «السلوك الذي يتسم بالقسوة والشدة والإكراه إذ تستثمر فيه الدوافع العدوانية استثمارا صريحا كالضرب والقتل للإفراد والتحطيم للممتلكات»، ويأتي بعد هذا في التحليل المعني «السيوسيولوجي» في الدراسة في إطار علم الاجتماع «العنف هو كل ما يربك النظام الاجتماعي والعلاقات القائمة بين أعضائه»، وتأخذنا الدراسة في التحليلات والتفسيرات والأنواع العديدة عن ظاهرة العنف ومن هذا وذاك نجد كلمة تتردد في كل سطر ليست فقط في تلك الدراسة إنما في جميع الدراسات والمقالات والأبحاث والكتب العلمية هي «المجتمع»، إذن المجتمع هو السبب الرئيسي للعنف وتلك هي الحقيقة التي لابد أن نبحث فيها قبل أن نقول «لا» وجب علينا أن نسأل «لماذا العنف»؟
٭ مسك الختام: إذا تمسكنا بالمادتين (9) و(10) من الدستور فسوف تعالج الكثير من ظاهرة العنف
(9): الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة.
(10): ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي.
[email protected]