«أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تكون لدينا مثل هذه الأفلام السياسية لأنها تعكس بالفعل ما يجري هناك».
ذلك ما قاله ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين السينمائي عن فيلم Taxi بعيدا عن الظروف السياسية التي تخص المخرج والفنان والمبدع «جعفر باناهي» إلا في نهاية المطاف السينمائي ما يخص سطورنا وما نسلط عليه إضاءتنا من خلال مقالتنا اليوم هو فيلم Taxi.
في البدء وجب علينا الشكر لدار الآثار الإسلامية على دعوتها الكريمة لحضور عرض فيلم Taxi الذي تم عرضه في تاريخ 20/12 الموافق يوم الخميس، تدور أحداث الفيلم ما بين الكوميديا السوداء وما بين التراجيديا وجميع أحداث الفيلم ما هي إلا الكشف عن الحقيقة من خلال ركاب التاكسي، فالسائق هو البطل الذي اختار من عمله على التاكسي شبكته الدرامية التي أحيكت دراميا من خلال ركاب التاكسي، فمن خلال المحاورات والحوارات التي تحدث داخل Taxi بين كل من السائق والركاب تكشف لنا الجو العام في طهران بأسلوب «كوميديي × مبكي»، فتارة يكون الحوار نابعا من الكوميديا السوداء والذي قام ما بين إحدى السيدات وراكب آخر من الرجال وقام الحديث بينهما على الأوضاع التي تحدث في بلادهما، منهم الرافض لها والآخر قابل ومؤمن بها، وينتهي الحوار بعدم الاقتناع من الطرفين ونزول كل منهما للمكان المراد الوصول إليه والسائق نجده مستمعا لا يتدخل في الحوار، ويبدأ الحدث التالي بصعود شخصية جديدة يحمل حقيبة ومن الحوارات القائمة بينه وبين سائق التاكسي وبعض الاتصالات الهاتفية التي كانت تقطع الحوار بينهما تكشف لنا عن هوية الراكب الجديد بأنه بائع سرى لأقراص دي في دي مسجل عليها أفلام سينمائية من هوليوود وأثناء تجول البائع بـ Taxi لبيع أفلامه يوقف أحد المارة التاكسي لإنقاذ رجل أصيب بحادث مروري وتكون زوجته معه وتريد أن تذهب بزوجها لأقرب مستشفى وبالفعل يركبا السيارة فيقوم المصاب بالطلب من السائق بتصويره من خلال هاتفه ليقول وصيته التي يوصي بها لزوجته وبالفعل يفعل، أحداث كثيرة وعديدة تكشف لنا الحياة وما تحمله من خبايا وضغوط سواء أكانت سياسية أو اجتماعية وغيرها من ظروف إلى أن يأتي لنا المستقبل والأمل الذي يكمن في فتاة صغيرة ترتدي الزي المدرسي تركب التاكسي ومن خلال الحوار القائم بينها وبين السائق نعلم أنها ابنة أخيه تقوم بالحديث معه عن الكثير والعديد من المواضيع من هذا الحوار الذي يكشف لنا كيف يفكر ويرى مستقبل إيران.
٭ مسك الختام: شكرا لكل القائمين والمسؤولين في دار الآثار الإسلامية على هذا التنويع في برامجهم الثقافية والفنية والأدبية المقدمة للمجتمع الكويتي والمقيمين على أرض عروس الخليج.. جميل أن نمتلك مرآة تعكس لنا حضارات وثقافات الآخرين.
[email protected]