كتبت منذ عدة سنوات أطالب المؤسسات الخيرية والاقتصادية والإعلامية ذات الطابع الإسلامي بأن تدخل المرأة كشريك في القرار، ولا تكتفي بإبقائها في الأعمال التنفيذية وفي «قسم المرأة». كما سبق أن قارنت بين مكاسب المرأة في المؤسسات الإسلامية وتلك ذات الطابع التقليدي، وأوضحت أن المرأة في المؤسسات التقليدية تستطيع أن تصل إلى أعلى مستويات القرار إذا توافرت فيها الكفاءة. بل طالبت بأن تكون المؤسسات الإسلامية مكانا لتخريج كفاءات ينفعن الكويت عامة وليس بالضرورة المؤسسات نفسها. وأكدت أن المؤسسات الإسلامية لا تطرح برنامجا خاصا وميزات معينة بالأم العاملة تدعمها في جمعها بين العمل والأسرة، كما كتبت منتقدة حتى طريقة بنيان تلك المؤسسات التي يستأثر فيها الرجل بكل المبنى فيما يخصص باب جانبي وخلفي أحيانا للنساء.
ثم إننا خلال السنوات السبع الماضية شهدنا تغييرات واضحة، منها التغيير في بيت التمويل الكويتي بدخول بعض السيدات إلى مواقع صناعة القرار، ومنها وصول سيدة كنائبة لرئيس الأمانة العامة للأوقاف، ومنها كتابة النساء في صحيفة الحركة الإسلامية في الصفحة الأخيرة وعدم حصرهن في صفحات المرأة والأسرة، وكذلك في مباني بيت التمويل الجديدة والتي تخصص مدخلا أماميا للرجال والنساء، بعد أن كان باب النساء صغيرا وفي الخلف، إلا أن ذلك لا يمنع من أن الإخفاقات مازالت هناك، نراها وشواهدها واضحة.
ولعل من التغييرات المهمة الأخيرة الدعوة الكريمة التي تلقيتها من الهيئة الخيرية العالمية لحضور ورشة عمل افتتحها رئيس الهيئة د. عبدالله المعتوق بتأكيده على ضرورة تفعيل دور المرأة ومشاركتها بعضوية الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وهذا ما لم يكن موجودا سابقا. ومن جانبها أكدت مستشارة رئيس الهيئة ومديرة الورشة شذى المشري على ضرورة بحث المعالجات الخاصة بتعزيز دور المرأة وتعظيم مكانتها في بناء المجتمعات المسلمة وتنميتها وتمكينها، والعمل على تذليل جميع الصعاب والمعوقات التي تعترض عملها في هذا المجال، سواء الاجتماعية منها أو الشرعية، للخروج بوثيقة تمثل منهج العمل والأساس المرجعي للمرأة المسلمة في مجال العمل الخيري التطوعي. وأضافت المشري أننا لن نتوقف عند هذا الحد، بل سنعتبره انطلاقة لتحقيق المزيد من الطموح والغايات للعطاء المتفاني والمخلص للمرأة المسلمة.
لقد كانت الدعوة متميزة، ناقشنا خلالها المعوقات المختلفة لتواجد المرأة في عضوية ومركز صنع القرار في المؤسسات الخيرية، فقد كان واضحا إبداع النساء في المشاريع الخيرية التي يديرونها بأنفسهن، وضعف تواجدهن في المؤسسات الخيرية الكبيرة التي يديرها الرجال. كما وضعنا مجموعة حلول بعضها طويل الأمد مثل الحل الذي يتعلق بمراجعة الموروث الاجتماعي والديني لتوضيح مكانة المرأة في الإسلام نقية مما لحق بها من سلبيات لعل مصدرها العادات والأعراف. ومن أبرز الحلول قصيرة الأمد أن تكون تجربة الهيئة الخيرية في تمكين المرأة في مراكز القرار داخلها نموذجا تحتذي به المؤسسات الخيرية الأخرى التي تهمل شراكة المرأة، وما أكثر تلك الجهات.
[email protected]