إن العلاقات التي أرشدنا الله لها بين كل شيء وشيء أو وضع أساسها بشر ونظمها هي أساس وأهم نقطة يجب التركيز عليها إن أردنا أن نعرف سبب حدوث أي أمر من الأمور التي تحدث الآن أو حدثت في السابق أو ستحدث في المستقبل، وإن عرف الإنسان العاقل سبب نتائج أفعاله أو أقواله أو تصرفاته في كل الأمور التي واجهها أو يواجهها أو سيواجهها، فعليه أن يتعلم منها ويستوعب الأمر بشكل صحيح أو أن يتأقلم عليها ولا يزيدها سوءا ويحاول أن يتدارك ما يمكن تداركه أو أن يقف عن تكرارها في المستقبل ويحسن التصرف إن أراد نتائج أفضل سواء كانت تعود له أو لغيره أو لأي شيء كان، فإن عرف السبب بطل العجب كما يقال دائما، وإن تمعنتم ونظرتم جيدا في جميع أمور الدنيا لوجدتم أن أساس نجاح أي شيء كان علاقة ناجحة بين الأشياء نفسها وأن أساس فشل أي شيء كان علاقة فاشلة بين الأشياء نفسها (ولا شك قد يحدث في وقت ما أمر مفاجئ للعلاقة يدخل عبر أي نقطة ضعف كانت يؤثر بها سلبا أو إيجابا وغالبا ما يكون متخفيا وراء أمور قد نراها طبيعية)، لذا أوجه كلامي هذا بكل تواضع لكل إنسان عاقل صغيرا كان أو كبيرا وهبه الله عز وجل العقل وأحسن التصرف به وأدرك جميع الأمور التي استطاع أن يدركها بفضل بيئته التي نشأ فيها وبعلمه الذي اكتسبه من الدنيا والمعرفة التي استطاع ان يحصل عليها والتجارب القصيرة والطويلة التي خاضها في حياته بغض النظر عن فائدتها وعن مساوئها، فقد أصبح العالم الآن أصغر مما نتخيل بظهور جميع الوسائل والطرق التي جعلت كل المعلومات متوافرة أمام الجميع وبأقل التكاليف وبالمجان حتى، وبما أننا أصحبنا مقربين لكل الأمور ومطلعين عليها ونصل اليها وقت ما نشاء بفضل الله تعالى وفضل العلماء الذين أفادوا البشرية في جميع المجالات التي اكتشفوها وفضل الأفراد الذين حولوا وطوروا واجتهدوا وعملوا على مر كل هذا الزمن لتقوية المعرفة والثقافة التي جعلت كل صعب سهلا وكل بعيد قريبا، ولا شك أيضا بأننا نتفوق على جميع الأجيال السابقة التي لم تشهد هذا النوع من التطور الذي يفوق أبصارهم ولم يتوقعوا أبدا أن البشرية يوما ما ستصل إلى ما وصلنا اليه من علوم مفيدة ومعرفة متوافرة بهذا الشكل ورغم كل ذلك اجتهدوا وعملوا وتفوقوا على من سبقهم بالعلم الذي وجدوه وبالمعرفة، إذن فبالتأكيد نحن لا نتصور ما سيحدث من تطور في مستقبلنا أو مستقبل أبنائنا أو مستقبل من هم حولنا ممن سيكون على هذه الأرض إلى ان يشاء الله عز وجل وتنتهي الحياة الدنيا، ومن هذا المنطلق اجد نفسي أمام تساؤلات كثيرة واستفهامات متنوعة لما وصلنا اليه من سوء الفهم أو عدمه لما يدور حولنا اليوم فنحن في عام 2017م ما زال هناك العديد من البشر يخطئون ولا يستطيعون ان يتعاملوا مع بعضهم البعض بالطريقة الصحيحة التي لا تولد أي شعور كان يؤثر على علاقتهم سلبيا ولا أتكلم عن جنس معين أو عرق معين أو جماعة معينة أو تيار أو حزب أو ديانة أو لغة أو وطن أو انتماء أو ولاء يختلف به الناس بينهم وبين بعض إنما أتكلم عن الإنسانية التي تكمن في وجود جميع البشر والفطرة التي خلقها الله فينا وفي صفاتنا كبشر فيجب أن نحافظ عليها ونفتخر بها ونحمد الله على جميع ما أعطانا من نعم وميزنا عن غيرنا من الخلق وأرسل لنا رسله ليعززوا بنا صفاتنا التي تحافظ من شأنها على تعاملاتنا كبشر بيننا وبين بعض، فلا بد أن نتعلم ونتدبر ونحسن التصرف دائما إن أردنا العيش بسلام وأمن وأمان وزيادة رزق ورضا رب وراحة بال من دون اللجوء إلى كل هذه المشكلات والعقبات والأوضاع التي وصلنا إليها بأنفسنا وباختيارنا الخاطئ لتصرفاتنا وإن كانت هذه كلها ابتلاء فعلينا بالصبر وبتغيير أنفسنا للأحسن وإن جبرنا على تحملها لفترة طويلة أو قصيرة فذلك يعتمد على إصرارانا على التغير وإن فات الأوان علينا فلا بد ألا يفوت على من بعدنا فهم مسؤولون منا وما سيحصل لهم نحن السبب فيه، فأرجو أن يبدأ الناس في التفكير بمدى ضرورة التعرف على جميع ما يتعلق بالعلاقات العامة وكل ما تحتويه هذه الكلمة من معان ومفاهيم ومجالات تدخل بها بين كل فرد وفرد وكل فرد وجماعة وكل جماعة وأفراد فهذا هو السبيل الصحيح الوحيد الذي أراه مناسبا من وجهة نظري، وأتمنى دوام التوفيق والنجاح والتطور والنمو لكل فرد في هذا البلد الغالي.