لطالما كانت وزارة الداخلية الحصن المتين والدرع التي تحمي البلاد من أي مخالفات أو جرائم ترتكب، وتحرص على صيانة وحماية الأمن الداخلي.
ومن هذا المنطلق فإنه ومنذ أيام قليلة انتشر في عدد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المختصة بنقل آخر وأهم الأخبار فيديو لمجموعة من المراهقين استحوذوا على «سيارة وانيت» لست متأكدا إذا ما كان أحد المراهقين يحمل رخصة قيادة في الأساس من عدمه ـ بعضهم يجلسون في المنطقة المكشوفة خلف الوانيت دون أدنى حماية أو ربط أو أي أسلوب وقاية لهؤلاء الأولاد، إذا حصل حادث سير، لا قدر الله، أو توقفت السيارة فجأة بسبب القيادة المهملة والرعونة الشديدة، ناهيك عن قمة الاستهتار في أرواح قائدي المركبات المجاورة في الشارع.
الأدهى والأمرّ هو قيام هؤلاء المراهقين بتحدي وزارة الداخلية جهرا وعلانية وذلك بعدم الانصياع لأوامر ضابط الواقعة الذي كان يلاحقهم بسيارة الشرطة ويطلب منهم التوقف للتحقق من أهلية قائد السيارة لقيادة المركبة وطلب منهم التمهل في القيادة حفاظا على حياتهم وحياة من معهم ولكن دون جدوى أو أدنى احترام لذلك الضابط.
بل وما زاد الأمر شناعة هو تباهي هؤلاء الصبية بتحديهم لضابط الواقعة وكسرهم للقانون وذلك عبر إطلاقهم بثا حيا في وسائل التواصل الاجتماعي إذ كانوا يقومون بتصوير الشارع والمركبات المارة حولهم دون إذن، وتصوير مركبة الشرطة التي تلحقهم، ويهتف أحدهم «أسرع في قيادتك كي لا يمسك بنا الشرطي» فإلى أين وصل هذا الجيل من تمرد وسوء سلوك!
لا مندوحة من القول بأن وزارة الداخلية تبذل قصارى جهدها في مكافحة مثل هذه التصرفات الطائشة والسلوكيات التي تنتهي بأحداث مؤسفة، لا سمح الله، ولكننا نناشد وزارة الداخلية أن تفرض المزيد من الإجراءات الأمنية والاحترازية لمواجهة هذه المخالفات، فقد شهدت الكويت حالات كثيرة لأسر لاقت حتفها وأمهات توفيت بسبب قيادة مهملة تتسم بالرعونة لشاب لا يراعي السرعة المقررة للشارع أو آخر لا عذر له في هذه السرعة المفرطة.
إن قيادة الشارع مسؤولية لا تكمن فقط في أهلية قائد المركبة ولكن بأنها مرتبطة بحياة الآخرين، وهو حق لا يمكن لهؤلاء الصبية الطائشين التعدي عليه.
كما أن العتب كله على أولياء أمور هؤلاء الصبية الذين لم ينتبهوا لهم وتركوا بيدهم سيارة.