إن الإعلام الإسلامي من أهم وسائل إبراز معالم السيرة النبوية العطرة ورفع الوعي المجتمعي حولها وتطبيقها في حياة الناس ولأن الاعلام بشكله الحديث اصبح المؤثر الأول والأساسي في تشكيل الملكة الذهنية للاجيال الحديثة التي أصبحت تنظر إلى الاعلام على انه مصدر استسقاء العلم والخبر، فله أثر كبير في دعوة الناس لدين الله عز وجل فكان من الضرورة أن يتم تطعيم الاعلام بالمنهجية الاسلامية، التي تكفل حيادته، واتباعه لأصول نقل المعلومات، أما ما نراه اليوم من إعلام يفقد شفافيته فما عاد يثق بالاخبار المتداولة عبر الحسابات الإخبارية وذلك لعدم الاستيثاق من المعلومة أو ذكر المصدر وهذا بسبب افتقار منهج الإعلام الاسلامي في الوقت الراهن.
لا يمكن الالتفات عن أهمية السلطة الرابعة التي تشبه في أحد جوانبها مهمة الرسل والأنبياء (عليهم السلام) وهم أشرف الخلق في إيصال الخبر إلى البشر، قال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) سورة يوسف.
الإعلام: هو الوحي وأصل الوحي في اللغة كلها إعلام، أما المصطلح الإعلامي المعاصر فيقصد به إيصال الخبر وتزويد الجماهير بالمعلومات الصحيحة.
وقد يظن البعض ان الاعلام الاسلامي حديث العهد أو انه دخيل على وسائل وأساليب الاعلام المعاصر بل ما يخفى عن الكثير هو أن الاعلام الاسلامي أصل الاعلام أجمع، وأول من حدد مبادئ ميتودولوجيا الاعلام ومنهجيته، ولذلك فإن ما نحتاجه الآن في زمن الاعلام الضعيف والمهمش الى مبادئ الاعلام الاسلامي والأخذ من منهجيته.
العالم اليوم أشد ما يكون بحاجة للعودة للدين وذلك بعد سيطرة النزعات المادية على نفوس البشر مما يتطلب الاستقرار النفسي في كل المجتمعات التي انتشر بها هذه الآفة، وهذا يتطلب من الاعلام أن يلعب دوره التوجيهي والارشادي، وأن يقوم المسلمون في عالمنا ليدلوا بدلوهم لإنقاذ الناس من أتون النزعات المادية بالعودة إلى الدين القويم.
لابد من الاستفادة من التنوع الكبير في صور الاعلام الاسلامي في القرآن الكريم، لتجديد الخطاب الاعلامي الاسلامي، وللخروج من الأساليب النمطية المكررة، التي مل منها الناس.