ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في إظهار الكثير من أصحاب المواهب والمبدعين وإنعاش الشهرة الإعلامية عبر ربطه بما هو جديد، فيظهر لنا ما هو مثير للإعجاب، للجدل، للنقاش، وفي بعض الحالات إظهار من هو مثير للسخرية.
أحيانا، تتحول هذه الوسائل إلى وسائل محبطة خانقة تقلل من قدر الشهرة الإعلامية وتظهره بصورة سطحية تافهة وعلى خلاف صورته الحقيقة التي تحمل في طياتها مبادئ وقيما كبيرة تناقض الصورة المزيفة التي تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي.
المثير في الأمر هو رؤية الوجوه التي تظهر بهذا الإعلام والمهارة التي يمكن بها أن يصل شخص ما الى قلوب الجميع أو إسقاطه في «الهولوكوست الإعلامي»، فعلى الرغم من أن الإعلام الحديث أصبح في متناول الجميع فإنهم ليسوا جميعا على قدر واحد من العلم والمعرفة بمدى خطورة هذه الأداة وحساسيتها، فقد تحول نجما محبوبا إلى منبوذ ومكروه بين ليلة وضحاها.
تتساءل: «كيف يحرق المشهور نفسه؟»، ترى الكثير أصبح يتهاوى في نيابة الإعلام، متهم تلو الآخر، بعد أن نالت وسائل التواصل الاجتماعي منه وجعلته مطلوبا لإساءة لفظية أو فعلية صورها ونشرها، كأن يسيء إلى شخص أو يقذفه أو ينسب له كلاما وأفعالا غير حقيقية، والحق ان النيابة العامة لن تتهاون في إسناد العقوبة لكل من يسيء استعمال الهاتف عبر البرامج الحديثة وذلك لما وصل اليه البعض من المشاهير من تجاوزات فادحة في حق الأديان او الدول او حتى الشتم والاعتداء على كرامة الآخرين، فالمحرقة الإعلامية قد تحول مشهورا في غمضه عين إلى متهم معاد للناس وكاره لهم لكلمة يقولها أو لجشعه اللانهائي في البحث عن الشهرة،
فسيحترق إعلاميا ويصبح غير مرغوب فيه لدى الجماهير ويصعب أن يظهر ويعود مرة أخرى لأن نار الإعلام تتركه رمادا، كما أنها تترك آثارا في ذاكرة الجماهير يصعب نسيانها وقد ترجع إلى وسائل الإعلام مرة ثانية، لكن هذه المرة يجد نفسه في المحرقة من دون إدراك.
النجاح والشهرة والمال في الظهور الإعلامي لا تغير الناس بل تظهرهم على حقيقتهم.
كن متوازنا في تواصلك مع وسائل الإعلام والرسالة الإعلامية وصناعة محتوى سلس محب للناس بالقدر الذي يساعدك على إيصال رسالتك، وأيضا اجعل الناس تشتاق إليك في بعض الأحيان، وفي المقابل لا تبتعد تماما عن الإعلام لدرجة تجعلك لا تستفيد منه.