لمن يجهل ما يمكن للإرادة الكويتية أن تحققه بسواعد أبنائها فإن ناصر العازمي خير دليل على أن الاستقلال الاقتصادي عن طريق الإنتاج الزراعي الكويتي أصبح واقعا ممكن تحقيقه، وأن الكويت ستحقق إنعاش الحياة الاقتصادية متحديا بذلك صعوبة الطقس والظروف المناخية القاهرة للزراعة جاعلا بذلك للكويت مستقبلا واعدا بعيدا عن الاعتماد في الزراعة على دول أخرى، محررا إياها من القيود الاقتصادية.
فإن المزارع ناصر لم يكتف بإثبات أن أرض الكويت صالحة للزراعة فحسب، وإنما أتى بالدليل الذي بناء عليه يجب على العلماء أن يعيدوا دراساتهم وبحوثهم ونتائجهم حول إمكانية الزراعة في الكويت، واتباع أساليب الزراعة التي يقوم بها لتحقيق النجاح الاقتصادي في مجال الزراعة وتقليل الاستيراد من الخارج، فإن إنتاج ناصر العازمي الزراعي خير دليل على أن الكويت تستطيع أن تزرع.
ونرى ان جهود (العازمي) يجب أن تتوج عبر الاهتمام الحكومي بعمله والاستعانة به كخبير للمشاريع الزراعية المستقبلية والعمل على التوعية المجتمعية بإنجازاته حتى يكون مصدر إلهام للمزيد من المزارعين الشباب الذين بإمكانه تحقيق التغيير، كما فعل العازمي من خلال تجربته الرائدة والملموسة في أرض الواقع.
ولعل جيل الشباب الذي انشغل بمتابعة المشاهير الفارغين لم يتسن له الحصول على فرصة لإلقاء نظرة على جهود العازمي التي إذا ما اهتمت بها الحكومة وضعتها في قالب التخطيط والتنفيذ حتما سيتغير وجه الكويت الزراعي والاقتصادي والذي تبعا له ستتغير سياسة الدولة التجارية على المستويين الإقليمي والعالمي. لذا لابد من تسليط الدولة الضوء على مبادرته السابقة «توزيع أول مليون شتلة» التي وصلت بعد الكثير من التجارب إلى اكتشاف أن التربة في الكويت ممتازة بالنسبة للنباتات، لأنها شديدة الصرف، ولا تترسب المياه فيها، ما يسبب تعفن الجذور، كما أن الأسمدة متوافرة ومنها الأسمدة العضوية والكيماوية.
ومن خلال تجاربه كان يخلق الخبرات فما يظن أنه سيحدث قد يتحقق. وفي كل عمل تطوعي أو مناسبة وطنية بالكويت حرص المزارع العازمي على حضوره الثابت.
وقد حث الاستعداد الذهني لديه السبيل الوحيد لتحقيق ما يريد من مبدأ «استطيع» وخرج إلى الحياة وجعل الأحلام تتحول إلى واقع بكل ثقة وحزم.
إن الكويت اليوم تفخر بأبنائها في منصات التحدي والتتويج عالميا.
لذا نرى انه من الضرورة ان تتواجد الرعاية الحكومية لهذه الموهبة وان تحفها بالدعم المادي والاجتماعي والوطني.