الاعتقاد السائد في المجتمع وكذا ثقافته ومنظومته الفكرية من أهم العوامل التي يتكون منها الرأي العام، الذي يؤثر بدوره على سياسة الدولة الداخلية، والقرارات العليا والرئيسية التي منها تتشكل توجهات الدولة وقسماتها وقراراتها وسياستها العامة.
ومن البديهي القول بأن الرأي العام لا يعني رأي العامة جميعا إذ إن اختلاف الرأي هو أصل نشأة حرية التعبير إلا أنه الرأي الذي تتفق عليه الأغلبية الساحقة للشعب.
ويأتي الرأي العام على أساس الموقف المتبع من الشعب فهناك، رأى عام ظاهر وهذا الرأي يعبر عنه في صورة واضحة وصريحة ويتشكل الرأي وينمو في فضاء البلدان التي يتمتع فيها مواطنها بحرية التعبير عن آرائهم وخاصة في الدول الديموقراطية، حيث لا يخشى من المشاركة في الأحداث والقضايا التي تشغل بال الأمة.
وهناك رأي عام غير ظاهر وهذا الرأي العام غير معبر عنه ويحدث هذا غالبا في المجتمعات يسودها الحكم الديكتاتوري، والتي يخشى الفرد فيها التصريح ومثال ذلك لا يستطيعون التعبير عن آرائهم خوفا من القانون أو القوالب الاجتماعية السائدة في المجتمع وهذا النوع رأي عام كامن غير ظاهر.
ومن العوامل المؤثرة في الرأي العام دراسة الرأي العام على أسس علمية سليمة.
علينا أن نتعرف على الرأي العام عند الجمهور إذ انه جوهري وأساسي وفي صلب عمل الصحافيين والعاملين بالإعلام والدعاية ليعرفوا عمليات تكوين الرأي العام لدى الجمهور وحتى يتسنى لهم رصد الرأي تارة وإيضاح الآراء المستترة تارة أخرى وأن يصب كل ذلك فيما يخدم المصلحة العامة.
ولكي نفهم كيفية تكوين الرأي العام ينبغي أولا أن نفهم المراحل التي يمر بها الرأي العام:
العوامل الفسيولوجية: ذلك أن الفرد وليد بيئته فإذا كانت نظرته إلى الحياة متشائمة وبائسة وغير متوازنة حتما ستتشكل في عقله الباطن صورة سلبية تنعكس على تشكيل الرأي العام بطريقة منتقده ورافضة للواقع.
العوامل النفسية: خبراته السابقة والمكتسبة من الحياة تشكل أهدافه المستقبلية وهذه النقطة بالذات حساسة، فإن كانت التجربة السابقة غير بناءة فهذا يعني وجود مفكر منسحب أو غير راغب في تطوير الرأي العام.
العوامل البيئية: ما يكتسبه من الآخرين وما يمكن أن يمليه على الآخرين أو يؤثر عليهم فيه.
لذا فإن البحث في كيفية تكوين الرأي العام أصبح حاجة ضرورية وملحة في زمن سريع التغيير بالنسبة الإعلاميين والصحافيين المهتمين بذلك الشأن.