إن حاجة المرشح في المجتمع إلى علاقاته العامة ومسيرته المهنية أصبحت أمرا ضروريا، إذ إن هذا النشاط يدرس سلوك الأفراد والجماعات ويتعرف على الرغبات والمؤثرات والعوامل المحركة لهذا السلوك وإمداد الجمهور بالمعلومات عن برنامجه وسياسته وأهدافه، ومحاولة التأثير في توجه الشارع والرأي العام بكل الأساليب والإمكانات المتوافرة، وذلك بهدف تحقيق هدفه البرلماني والوصول إلى مجلس الأمة.
يتم في هذه المرحلة إجراء الدراسات الاستطلاعية للتعرف على القضايا والمشكلات التي تشغل مجتمع الدائرة الانتخابية، ومعرفة المرشحين المنافسين وبرامجهم الانتخابية، ومدى شعبية كل مرشح في المناطق الجغرافية المختلفة الانتخابية، ودراسة السياسة التي تحكم اتجاهات التصويت، وتحديد الدعاية الانتخابية المناسبة والأساليب النظامية لتمويل الحملة.
وفي سياق آخر، ترتكز الحملة الانتخابية على الهوية والصفات الشخصية للمرشح في جوانبها التي تمس اهتمامات الناخبين، وتساعد في حل قضاياهم العالقة.
كما تسعى الحملة الدعائية إلى بناء صورة ذهنية مثالية عن المرشح، وقدرته على إيجاد الحلول، وتمتعه بشخصية قديرة معروف عنها الصلاح والاستقامة وجديرة بالثقة، ولما يحظى به من جماهيرية واحترام وقبول لدى الأغلبية باعتباره المرشح الشعبي.
ويسعى المرشح لتقديم نفسه إلى الرأي العام بصورة جيدة باعتبارها خطوة أولى لكسب تأييد الناخبين واستمالتهم للتصويت لمصلحته في المحصلة النهائية ويتم ذلك من خلال التجارب والممارسات والأنشطة التي يقوم بها المرشح بنفسه، أو المعلومات التي يقدمها للجمهور ويكشف من خلالها عن سيرته وأهمية دوره، ومنها: إسهاماته في أعمال الخير بجميع أشكالها، والتذكير بأهم إنجازاته على جميع الأصعدة والاستفادة من الانتماء العائلي، وما يرتبط من أحداث ومواقف تاريخية، أو ينتسب له من رموز وشخصيات عامة.
وان اغلب نجاح الخطط يساعد الرأي العام على تسهيل مهمة الدولة في عملية وضع الخطط وإنجاح التنمية الشاملة، طالما تتماشى مع قناعاته وطموحاته.
كما أن نجاح أي فكرة أو اتجاه سياسي أو اجتماعي يتوقف على مدى ميول الرأي العام لهذه الفكرة أو هذا الاتجاه، إلا أنه لابد من الإشارة هنا إلى ضرورة ألا تسخر كل هذه الأنشطة والطاقات لخدمة النائب بأساليب ملتوية تلعب على أوتار الطائفية وشحن الناس بالعنصرية والمذهبية والقبلية الأمر الذي ينتهي بفوز النائب بعد تدمير الشعب، وهو ما لا يجب أن يحدث، فعلى المرشح أن يتحلى بالخلق الحميد والمنافسة الشريفة دون اللجوء إلى مقولة فرق تسد لأن من يريد أن يخدم الوطن لا يبدأ بتدميره للوصول إلى مصلحته الشخصية.