يلعب الإعلام والعلاقات العامة دورا جوهريا في إدارة الأزمات وربط الجهات العاملة على التصدي للأزمات ببعضها البعض حتى يثمر وحتى تتمكن من تبادل المعلومة والتنسيق فيما بينها للعمل من أجل مواجهة أي محنة تمر بها الدولة وكذا اطلاع الشعب على مستجدات عمل الأجهزة الحكومية، وطمأنت الشعب بأن الدولة بمؤسساتها تسخر كل إمكاناتها للتصدي للأزمات.
كما أن الإعلام بأداته الذكية «العلاقات العامة» بإمكانه القضاء على الشائعات والمعلومات المغلوطة والتصدي لها وذلك عبر استقاء المعلومة الصحيحة من المصدر ونشرها في الجرائد الرسمية وقناة الدولة التلفزيونية، فخير مثال على ذلك ما حدث في الآونة الأخيرة من نشر معلومات غير صحيحة حول مدى احتواء الدولة للحالات المصابة لفيروس كورونا وسيرتها على هذه الحالات من عدمها، إذ من شأن هذه الشائعات التأثير على أمن البلاد ونظامها العام، ولا يمكن لأي جهاز وطني التصدي للشائعات باحترافية كما تفعل وزارة الإعلام، إذ بالتنسيق مع وزارة الصحة عبر «العلاقات العامة» تأكدت من المعلومات الصحيحة حول الحالات الموجودة في الكويت، ثم أعطت الشعب الحق في الحصول على المعلومة الصحيحة من المصدر عبر نشر هذه الأخبار.
ولجأت «الصحة» إلى منبر الإعلام عبر العلاقات العامة في تصريحات عدة إذ يصعد د.عبدالله السند، ويصرح باسم وزارة الصحة على منصة الإعلام، ليوضح بشكل دؤوب وجاهد ويومي حول كل المستجدات، وتتخذ العلاقات العامة شكلها الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبادر الوزير الشيخ د.باسل الصباح بإبلاغ الناس عن الحالات التي تتواصل للشفاء مباشرة وكذا أي مستجد بشأن الحالات الحرجة والحجز الصحي.
إن دور العلاقات العامة اليوم لا يخفى على أحد في مرحلة الأزمات ويؤكد لدى الجماهير من خلال التصدي للمشكلات وتحمل المسؤولية في كل التصريحات والبيانات والسعي لتفادي الأخطاء سعيا الى الاستخدام الأمثل للموارد التكنولوجية.
ولكن تبقى مشكلة رئيسية تواجهها المؤسسات اليوم هي تكوين منظومة متكاملة في مختلف أنشطتها تجعل من إدارة العلاقات العامة والإعلام منصة حقيقية تقوم على تحسين الصورة الحسنة للمؤسسة أمام الجمهور وتوضح دور أهمية العلاقات العامة في التصدي للأزمات بأنواعها وعلاجها، بما يتناسب مع ميول وقدرات الإبداع، وهذا يتطلب توفير بيئة عمل مثالية تدار بطريقة تنمي الشعور بالانتماء، وتعزيز الإخلاص والرغبة في المساهمة وتدفع بالعاملين الى المبادرات دون خوف أو فشل أمام الجمهور.