بينما يتراشق الغاضبون من بعض الكويتيين وبعض مواطني إحدى الجاليات العربية بأسوأ انواع السباب والتحقير والالفاظ البذيئة والاهانة، وتشكيل صورة مزرية عن العلاقات الكويتيه ـ العربية بشكل قد يحسم في المستقبل عدم عودتها كما كانت، اتساءل: من المستفيد جراء الحرب اللفظية وتأجيج الازمة بين الطرفين؟
وبالعودة الى الواقع العملي نجد ان تجار الاقامات كانوا احد اكبر مستغلي قانون الاقامة الكويتي والقوى العاملة البشرية العربية، لصالحهم المادي ومرابحهم الخاصة فلم تكن هناك امانة في الانصياع للقانون فتم تحويله من اداة لتنظيم معاملات الافراد الى اداة استعباد، واستغلال الجاليات العربية الباحثة عن عمل مقابل مبالغ ضخمة عبر بيع الاقامات وتركهم دون عمل فعلي.
ولا ننكر بذلك ان هناك الكثير ممن يطلب اقامة تعرف باسم الاقامة الحرة المقصود بها التواطؤ مع تاجر الاقامات ومخالفة القانون.
بيد ان هناك مصالح مشتركة بين البلدين، فبينما تستعين الكويت بالقوى العاملة البشرية، تستفيد تلك القوى من فرق العملة وتنتفع منها.
ولربما كان بالامكان القضاء على تجار الاقامات مسببي الازمات والمشاكل ومن يتواطأ معهم من المقيمين عبر اعطاء الحق للعمال المقيمين لتكوين نقابات وتمثيل ذواتهم والمطالبة بحقوقهم وايجاد منبر لهم وبالتالي تكون هذه النقابات سندهم الاول ومنبرهم القانوني الصحيح دون اللجوء الى تاجر الاقامات والوقوع في مخالفات قانونية جسيمة.
بل من فوائد النقابات تضافر جهود المقيمين للبحث عن فرص العمل الكريم دون الحاجة للحصول على ما يعرف بالاقامة الحرة وهي المخالفة لقانون الاقامة في الكويت والتواطؤ مع تاجر الاقامات.
والحقيقة ان ما يحدث من بذاءة اخلاقية تنقبض منها النفس وتقشعر منها الأبدان، ليس ما اعتدنا على سماعه ورؤيته ولا يمكن بأي شكل كان ان يقبل فإن لم يكن هناك توجه حكومي من البلدين لوقف التراشق اللفظي حتما سيزداد الوضع سوءا وستسجل مواقف تزداد سوءا مع مرور الوقت.
فمن يذكر مشهد الشارع قبل ١٠ سنوات لن يجد فيه اثرا لهذا الانقسام ولا يمكن لأي شخص ان يتاثر بأي نداءات لاثارة الفتنة وان برزت امامه حتما سيتغاضى عنها، فأين اصبحوا الان من الخلق الحميد وووصايا الانبياء والرسل، فالرسول عليه الصلاة والسلام صبر على اذى قريش عنده هجرته من مكة، فما بال الكلمة اليوم تثيرهم كالنار في الهشيم؟