عالم متخلف ونحن جزء منه وقتلة بدم بارد ونحن نرعاهم وضمير ميت في اجسام تتحرك ونحن نقدم لهم الدعم المادي والمعنوي باسم الحزبية التي يزعم بأن الديموقراطية المنشودة لا تكتمل إلا بوجودهم، والمخجل ان من بيننا من لايزالون يتشدقون بالمطالبة بالحزبية وحث الحكومة على تبني نظام حزبي قذر بحجة ان الاحزاب بالكويت قائمة فقط ولا تريد الا غطاء قانونيا ينظم عملها بالعلن، وكأن هناك بشرا يريدون ان يسفهوا آراء البقية من اصحاب العقول والفكر والذين قدر لهم أن يكونوا ممن يرون الكوارث والمصائب والاختلالات الفكرية وهي قادمة فيعملون على تدارك ما يمكن تداركه، وألا يكونوا من الجهلة الذين لا يرون الكوارث والمصائب إلا وهي مدبرة، فإذا وقعت تلك الكوارث اصبحوا ينعتون خصومهم ويلعنون من غيب عقولهم وإدراكهم وأوصلهم الى هذا المنحدر الخطير. نجد المغمورين في المجتمع يدعون المعرفة والمناداة بالأنظمة الحزبية ليس لأنها الغاية المنشودة لرقي المجتمعات واستقرارها بل لأن هؤلاء نبذهم المجتمع فأصبحوا بدون هوية يعرفون بها او مظلة اخلاقية تقيهم حرارة الشمس الملتهبة او تستر سوأتهم التي نزعت عنها ورقة التوت. ايها المنادون بالحزبية هل ترون ما يحدث حولكم بالعراق وسورية ومصر واليمن وتونس ولبنان وليبيا والجزائر على الطريق؟ هل تعلمون او تدركون ان الانظمة الحزبية التي احرقت الاخضر واليابس وقتلت الانفس وشردت ملايين البشر في اصقاع الارض يفترشون الارض في العراء ولا تظلهم الا السماء؟
هل تعلمون ايها الحزبيون ان كرامة البشر قد انتزعت بأساليب لا يتخيلها عقل بشر؟
أيها الحزبيون ان العراق بلد الحضارات دمرت باسم الحزبية، ومصر التاريخ والمجد الازلي دمرت باسم الحزبية، كما ان تونس الخضراء مقبلة على هاوية لا يعلم مداها إلا الله، وكذلك الجزائر تغلي وتتجه نحو الانفجار، ولبنان ذلك البلد الجميل تصفى على ارضه حسابات كل دول العالم ويدفع اهل لبنان الثمن ونعتقد انه اذا لم يدرك العابثون بأمن تلك البلدان الحل فستكون النهاية محزنة لهم ولنا.
باسم الاحزاب تقتل الامم وباسم الاحزاب ينشر الخراب وباسم الاحزاب تستنزف الثروات وباسم الاحزاب اصبحت بعض البلدان المستهدفة خبرا بعد عين وصار تاريخ حضارتها هباء تذروه الرياح خاصة في دول العالم المتخلف.
أيها الحزبيون انظروا حولكم واتعظوا قبل فوات الاوان. ونود ان نختم هذه الخاطرة بالتذكير بأساليب بعض الحزبيين الجدد الذين وصلوا الى مجلس الامة الكويتي في غفلة من الزمن وفي سرعة البرق اقروا قانون الهيئة السياسية اي الهيئات الحزبية.
والحمد لله ان هذا المشروع المخجل لم يكتب له النجاح ودمر من قام به تدميرا.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده وشعبها ونظامها السياسي من شرور العابثين والحزبيين.