لسوء الحظ، يدرك العالم بشكل متزايد أن الطريقة التي ندرس بها غير فعالة، ومؤشراتنا الوطنية دليل على هذا، لذلك فإن فكرة أن التعلم مرادف للتعليم التقليدي هي مشكلة فعلية.
وبصفتي أعمل في مجال التعليم، يمكنني التأكيد على أن معظم ما يتعلمه أطفالنا حتى يكونوا ناجحين في حياتهم الشخصية والمهنية هو ما يتعلمونه خارج الفصل الدراسي مثل إدارة الوقت، المهارات الاجتماعية وغيرها.
لكن المشاكل الكبيرة التي نواجهها في قطاع التعليم لا يمكن حلها بنفس مستوى التفكير الذي كنا فيه عندما خلقناها، وبالتالي نحن بحاجة إلى مناهج جديدة تستند إلى الأدلة والاحتياجات الخاصة بوضعنا الحالي.
تشير العديد من الأبحاث إلى أن التعلم غالبا ما يكون مستقلا عن الموضوعات والمعلمين، ومن المتوقع أن غالبية الأشخاص يستخدمون 20% كحد أقصى مما تعلموه بالفعل في الفصل الدراسي خلال حياتهم المهنية، وأن بقية التعليم غير المستخدم يتم استخدامه فعليا فقط من قبل جزء صغير من الناس وليس العامل العادي (عادة العلماء أو المتخصصين في مجال معين)، لكن تماما مثل أي نظام لخلق القيمة، لا يمكنك محاولة زيادة الإنتاج بشكل فعال دون زيادة الموارد، بما في ذلك الموارد المالية والبشرية، وإلا فإن الجودة تتعرض للتهديد على حساب المتعلم.
على سبيل المثال، إذا حاولت مؤسسة تعليمية زيادة الإنتاجية عن طريق زيادة أحجام الفصول الدراسية أو عبء عمل المعلم، حينها سيواجهون حتما عواقب هذه الإجراءات بسرعة إلى حد ما، وهذا هو المكان الذي نحن فيه عالقون اليوم.
إن نظامنا الذي لم يتغير منذ أكثر من 50 عاما، بحاجة ماسة إلى مراقبة الجودة والتي تشمل جودة أعضاء هيئة التدريس وطرق التدريس التعليمية، ونظام المكافآت. وكذلك تفصيل تخصيص الموارد النقدية.
عوضا من ذلك، نحن نتحرك أكثر نحو «التعليمات» بدلا من «التعلم» ونجعل ذلك هدفنا الرئيسي، وهذا يعادل القول بأن تركيز المستشفيات هو ملء أسرتهم، أو أن تركيز شركة تصنيع السيارات هو تزويد الموظفين بتعليمات التصنيع فقط.
من الواضح أن هذا يعد خداعا للمنطق، لأنه ينقل تركيزنا الرئيسي من إنتاج مخرجات فعالة تعمل بشكل جيد «طالب تعلم» إلى مجموعة من التوقعات الثنائية التي تسمح لمنتج بالمرور إذا استوفى مجموعة من المعايير المحددة مسبقا.
ختاما، الوقت الذي قضيته للحصول على الدرجات التعليمية المختلفة طوال سنوات حياتك تعتبر هي التكلفة الحقيقية - الوقت الذي قضيته بعيدا عن نفسك وعائلتك - ومن المفترض أن تكون هذه المرة استثمارا في نفسك، لذلك استخدمها بحكمة، لأنه في الحياة والعمل كما يقال دوما الوقت هو المال «Time is Money»!
dr_randa_db@