من الواضح أن الثقافة القومية والعرق عنصران مؤثران في معادلة مكان العمل، ولإدارة الفريق بفعالية بناء على الافتراضات الصحيحة علميا لسماتهم الفردية.الاتصال هو المفتاح في أي علاقة، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار تحديد العوائق أو الضوضاء التي قد تعقد الأمور. وهناك الكثير من الملاحظات التي تجمع أبعاد الثقافة إلى أعراق، مع ذلك لا يوجد أي اعتبار يذكر لكيفية ظهور هذه المفاهيم في مكان العمل، لهذا من الضروري أن يتم النظر بشكل نقدي في العناصر النفسية لكل من إعطاء المعلومات وتلقيها بما في ذلك التفاهمات غير الواعية وتأثيرات تنوعها في مكان العمل والتي تنبع عادة من بيئاتنا العرقية، بما في ذلك المجتمع والتنشئة.
في الواقع وبدون تحيز هناك أدلة دامغة على وجود ارتباطات بين الأعراق عندما يتعلق الأمر بالإنتاجية والمحفزات في مكان العمل، ويتضمن ذلك الطريقة التي نؤدي بها عملنا وكيفية فهم بعضنا البعض. وفقا لعلماء الاجتماع في بلدنا حيث يمثل الوافدون أكثر من 80% من القوى العاملة، من المهم فهم أوجه التشابه والاختلاف بيننا حتى نتمكن من الحفاظ على الموارد البشرية، فالفكرة هي احتضان جميع الجوانب السلبية منها والإيجابية من أجل تشجيع الإنتاجية وفقا لنقاط القوة لدى الفرد. وعلى سبيل المثال، بعض الأعراق أكثر انطوائية، بينما البعض الآخر منفتح، لذا يمكن أن يؤثر ذلك على بيئة عملهم من حيث إن الانطوائي قد يكون أكثر ملاءمة لمكان عمل هادئ، حيث يزدهر المنفتحون في بيئة أكثر سرعة أو عند التعامل مع الناس. هناك اختلاف ثقافي آخر في الطريقة التي يتم بها تمكين البشر من التعلم وطاعة النظام والتوجيه، مما قد يزيد من تعقيد أو تسهيل السيناريوهات المختلفة للتواصل في مكان العمل. في حين أن بعض الأعراق أكثر اعتيادا على التسلسل الهرمي عالي الانضباط، فإن الافتقار إلى النظام (أو الكثير من حرية الفكر) قد يضعف قدراتهم.
لقد ثبت علميا مؤخرا أن الخلفية الثقافية لها تأثيرات مختلفة على أسلوب القيادة أيضا، وأن هذا قد تكون له مستويات مختلفة من التأثيرات والعواقب بين الثقافات المختلفة، وفيما يتعلق بديناميكيات الفريق، وجد الباحثون أيضا أن الأبعاد الثقافية قد تؤثر على فهم الفرد للمعلومات والتواصل، وتعتبر الاختلافات المستنيرة ثقافيا أمرا حيويا للتواصل الفعال مع العمال من خلفيات مختلفة، كما أنها مهمة لاستدامة الموارد البشرية. نظرا لوجود أقلية من الكويتيين في اقتصاد الموارد البشرية المحلي، فمن المحتمل جدا أن تستمر واردات القوى العاملة الجماعية في لعب دور رئيسي في الاقتصاد، لذلك من الضروري التفكير في إيجاد طرق مبتكرة نحو تجربة أكثر إيجابية لجميع أصحاب المصلحة المعنيين.
dr_randa_db@