في الوقت الراهن، يندر وجود النساء بمناصب قيادية مؤثرة، إلا أنهن متواجدات في العديد من الأماكن والصناعات. إنه وضع معقد حيث يتمتع الجمهور بمعايير أعلى للقيادات النسائية، إذ يريدون منهن أن تكن أقوياء وأن تتخذن قرارات صعبة، لكنهم أيضا يريدون منهن أن تلعب دور الأم. حاليا، غالبية السفارات الأجنبية في الكويت بما في ذلك القنصليات البريطانية والكندية والفرنسية تحت قيادة نساء قادرات متمكنات، مع ذلك غالبا ما أفكر في سبب قبولنا للنساء بالمناصب القيادية من دول أجنبية، لكننا نواجه صعوبة في قبولهن بهذه الأدوار إذا كن من مجتمعنا!.
أخيرا، حضرت محادثة مغلقة حيث تحدثت نائبة برلمانية سابقة عن التدقيق الذي واجهته أثناء عملها من أجل كسب أصواتها في منصبها والآراء المؤلمة التي كان عليها تحملها طوال رحلتها، واتضح لي أن القائدات في مجتمعنا لا يضطررن فقط للقتال في طريقهن إلى القمة، لكن بمجرد وصولهن إلى هناك يتعرضن لمزيد من المصاعب العاطفية والاجتماعية والتي غالبا ما تكون متعمدة، ويتم توصيلها بطرق متعددة من كلا الجنسين
لا يمكن لعلماء الاجتماع التأكيد بشكل كاف على أهمية التنوع بين الجنسين في أي مكان، لاسيما المناصب والمقاعد المؤثرة داخل الدولة التي تضم غالبية النساء والتي غالبا ما تفشل في التدابير العالمية للتعليم والصحة والعادات الاجتماعية العامة والرفاهية. هناك الكثير من النساء القادرات والمؤهلات جيدا في مجتمعنا، واللاتي تميل بطبيعة الحال من الناحية الجينية إلى أن يكن ديموقراطيات في طبيعتهن خلال صنع القرار، ويشاركن ويسمعن أصواتا كثيرة لإرضاء الأغلبية من حولهن.
خلال فترة الوباء - جائحة كورونا - كشفت الإحصائيات العالمية أن البلدان التي لديها أكثر استجابات فعالة للفيروس لديها شيء واحد مشترك وهو امرأة على رأس القيادة، بدءا من السيطرة السريعة من قبل رئيس تايوان ورئيس الوزراء الدنماركي، إلى وضع البلاد في حالة إغلاق مبكرا، إلى المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل التي تصرفت على أساس الدقة العلمية بالإضافة إلى ردود الفعل السريعة لرئيس الوزراء النيوزيلندي، فأثبتت القيادات النسائية في جميع أنحاء العالم أنها مبتكرة ورائعة وحاسمة في أفعالها.
بالتالي ليست القائدات قادرات فحسب، بل هناك أيضا الكثير منهن متاحات في مجتمعنا ممن يحملن العديد منهن شهادات عليا ولديهن خبرة واسعة في مجالات اهتمامهن. ومع ذلك - وللأسف - فإن معظمهن يتجنبن فكرة أن يكونوا شخصيات عامة، لاسيما في مجال السياسة. وعلى الرغم من أنني أفهم المعضلة نظرا لوجود العديد من العناصر الاجتماعية وعناصر الأدوار الجنسانية المعقدة، إلا أنني أشجع فكرة النساء المؤهلات والقادرات على تولي هذا الدور. لأنه في النهاية إذا لم نتبع هذه المواقف حينها فسيقوم شخص آخر بذلك.
dr_randa_db@