مع تضخم المشهد السياسي الكويتي واقتراب موسم الانتخابات البرلمانية، من المهم تذكير الشعب بواجباته لدى التصويت لممثليه القادمين في قاعة عبدالله السالم.
وبقدر ما أرغب في الدفاع عن أهمية التنوع بين الجنسين والعمر الذي يؤثر بشكل إيجابي على مسار الاستدامة لدينا، يجب البدء من الخطوات الأساسية وفهمها جيدا للاختيار.
التصويت هو نوع من المسؤولية الاجتماعية، له تأثير مباشر على كل ما نقوم به، لأن نتائج مستقبل أولادنا لا تقع في الواقع بين أيدي السياسيين فقط، بل في أيدي أولئك الذين صوتوا لهم للوصول إلى مناصبهم.
يخبرنا علم الاجتماع بأنه من الضروري فحص سمتين رئيسيتين لأي مرشح سياسي، الأولى هي صفاته القيادية، والثانية الموقف الذي يتخذه في القضايا التي يزعم أنه يرعاها.
وعلى الرغم من أن هذه ليست مسابقة شعبية، فإن عدد المتابعين للمرشحين هو مؤشر على مهاراتهم القيادية.
إذ من الناحية النظرية تتعلق القيادة بالتأثير، والقيادة الناجحة لا تميز بين ما إن كان هذا التأثير جيدا أو سيئا، بل يتعلق الأمر بالتأثير على المتابعين بدرجة كافية من أجل تحقيق أجندتهم، بالتالي فإن محددات القائد الجيد أو السيئ هي مكونات أجندته والطرق التي يتم من خلالها تحقيق ذلك عبر نهج ديموقراطي أو ديكتاتوري أو في مكان ما بينهما.
أما بالنسبة إلى مواقفهم، فيجب اهتمام الناخبين أولا ليس بما يقوله المرشح فحسب، والأهم من ذلك بكثير ما قام به فعليا أو ساهم فيه قبل دخوله إلى معترك الساحة السياسية، لأن مجرد سرد الألقاب الفاخرة أو المجموعات أو المجالس التي شارك فيها ليس دليلا على العمل المنجز، وما يحتاج المرء إلى مراعاته هو مدى تأثير نتائج هذه المناصب على رفاهية الجمهور.
أما من الناحية النفسية، فإن أولئك الذين يدعون أنهم مهتمون بمعالجة قضية اجتماعية معينة ولم يساهموا فيها أبدا في الماضي من غير المرجح أن يهتموا بها عند الوصول إلى المنصب، أو أن يكونوا مؤثرين في التغييرات التي يعدون بها.
ولأجل اتخاذ القرار المناسب، على الناخبين مسؤولية التحقيق في الحياة المهنية والشخصية للأشخاص الذين يصوتون لصالحهم، كما يجب مراعاة كل المعلومات التي تم الحصول عليها، بما في ذلك محتوى الوسائط الاجتماعية.
أيضا، يقع على عاتق المرشح مسؤولية جعل المعلومات ذات الصلة شفافة بقدر الإمكان، كما يفترض أنها موجودة لخدمة الجمهور. وبالتالي هم مدينون بنشر معلوماتهم علنا حتى يتمكن ناخبوهم من اتخاذ قرارات مستنيرة وعدم الانشغال بالدعاية التسويقية.
في الختام تذكر هذا جيدا، أن هؤلاء الأشخاص (المرشحين) سيمثلونك لاحقا في مجلس الأمة، لذلك عندما تتخذ هذا الخيار لا تنسى أنك في يوم من الأيام إن اشتكيت من أولئك الموجودين في المناصب السياسية، فربما حينها تكون أنت من صوَّتَ لهم!
[email protected]