النقابات بالدول المتطورة هي وسيلة لإيصال أصوات العاملين بأي قطاع سواء كان حكومي أو قطاع خاص إلى أصحاب القرار، وهي وسيلة تفاهم وهي المنسقة وضابطة الارتباط وممثلة للعامل أمام متخذ القرار، كما انها (النقابة) تحرص قبل أي طرف على أن يأخذ العامل كل حقوقه وتحرص أيضا على أن يطبق العامل واجبه لخدمة وطنه ومجتمعه، ولم تنشأ النقابات فقط للزيادات والمطالب والإضراب!
بل رسالتها أشمل وأسمى.
***
إضراب العاملين بالقطاع النفطي جاء بعد زيادة الرواتب والبدلات لهم وبشكل جنوني.. كيف؟
عندما يود نائب بمجلس الأمة مثلا أن تزاد علاوة للموظف الكويتي 50 دينارا مثلا، فباقتراحه المكتوب يطلب 150 د.ك، كونه يعلم أنه إذا ستتم الموافقة وسيتم التفاوض معه حتى توافق الحكومة على 60 أو 50 د.ك وهذا بالأصل ما يريده النائب المقترح، وهذا معروف بكل الحالات التي مرت بها الزيادات أو الامتيازات، أما بالقطاع النفطي فكان الأمر غير مسبوق والموظفون أرادوا زيادة بمعدل بسيط لكنهم وضعوا سقفا عاليا جدا كيف يتم التفاوض عليه، وجاءت المفاجأة تمت الموافقة على السقف الأعلى دون الدخول بالمفاوضات، وكما يقال: «باردة مبردة» بل حتى موظفي القطاع النفطي لم يصدقوا الموافقة يومها على زيادتهم المجنونة.
***
الإضراب من قبل موظفي قطاع النفطي في تصوري مر بمرحلة كسر عظم، فلو نجح الإضراب فستجر تبعاته أمورا ليست جيدة للحكومة بل سيحفز النقابات الأخرى على تنفيذ أي مطلب لها بالإضراب وليس عن طريق الاجتماعات والإقناع والمفاوضات والحجج.
من الفرية: الحقيقة أن أغلب من يدير العمل بالقطاع النفطي هم شركات المناولة والعقود المبرمة مع الشركات والعمالة غير الكويتية والفنيين أغلبهم من جنسيات آسيوية، وهذا أكبر دليل على ان الزيادة لم تكن مستحقة، وتصريح أحد الإخوة قبل يومين بضرورة تكويت القطاع النفطي خير دليل على كلامي، ودام الفلبيني اللي يلحم البايبات والهندي اللي يصلح المكائن والباكستاني اللي يشيك ليل نهار على الشغل!! فالامور طيبة وأي سيكون بخبر كان.
[email protected]