في مدرسة نسيبة بنت كعب المتوسطة بمنطقة الروضة، الحائط يهتز ويترنح، وقد يؤول إلى السقوط على من يمر بجانبه أو يمسه دون قصد، في وضع محفوف بمخاطر تحدق ببناتنا الطالبات، ولاتزال شكوى إدارة المدرسة حتى الآن تنتظر أن يتم التعامل مع المسألة بما يتناسب مع حجم المشكلة، وأن يتخطى التفاعل مع الشكوى بأكثر من الرد بعدم توافر ميزانية، على الرغم من الإقرار بوجود شروخ خطيرة وتصدعات كبيرة في هذه المدرسة.
قصة هذا الجدار المترنح تم تداولها وانتشارها في الآونة الأخيرة، ومخاوف الطالبات والمعلمات وأولياء الأمور بلغت مبلغا عظيما، فتوالت الشكاوى، وكثرت المخاطبات من إدارة المدرسة إلى مكاتب المختصين في وزارة التربية، لكن حتى الآن لم يتحرك ساكن وبقي الحذر والتخوف من ملامسة هذا الجدار، فهل ننتظر وقوع الكارثة حتى نتحرك ونصلح؟
ناقوس الخطر يدق في هذه المدرسة، وفي مدارس أخرى غيرها، مما يحتاج إلى تغيير الاستراتيجية المتبعة في وزارتنا الكريمة والتي ترهن حتى الضروريات الطارئة بتوافر الميزانية، فكيف نأمن على بناتنا وأبنائنا؟ وكيف يستقيم تركيزهم في الدرس وإصغاؤهم للعلم في فصول تعاني من رداءة التكييف؟ فالكثير منهم يخرجون من بوابات المدارس بثياب مبللة وأجسام متعرقة من حر فصول غير مهيأة بالشكل الكافي للتعليم.
لعل من الجدير أن يكون هناك فريق متخصص من مكتب الوزير لعمل جولات عشوائية على جميع مدارس الكويت، يتم من خلالها متابعة جودة المباني والمكيفات وخزانات الماء والحمامات، وتوافر مواد التنظيف والمستلزمات، والاستفادة من بند المعونة الاجتماعية في الجمعيات التعاونية للصيانة والعناية، وقبل ذلك تفنيد ما تم إجراؤه خلال شهور من العطلة الصيفية، فهناك مسؤولية أمام الله حيال ما يعانيه الأبناء والبنات والمعلمون والمعلمات، من مشاهد توجع القلب في مؤسساتنا التعليمية.
كلمة أخيرة: خلال 6 أشهر فقط، قامت الإمــارات العربية المتـــحدة بتشـييد 11 مجمعا تعليميا متكاملا ومجهزا بأحدث التقنيات الذكية، والطاقة النظيفة، تجمع جميع المراحل الدراسية كلها تحت سقف واحد، وضمنت بمسارح ومكتبات وملاعب خضراء وحمامات سباحة وسبورات ذكية وكاميرات مراقبة، وغرف نوم للاستراحات القصيرة، وعيادات طبية على أعلى مستوى، وقاعات طعام رائعة بدلا من كافيتريا تقدم الساندويشات والبفك والأغذية غير الصحية، وتم تشغيل هذه المجمعات بالكامل لتكون تحت مظلة التعليم الحكومي وليس الخاص.
أما نحن في درة الخليج، فإن بعض مدارسنا باشرت الفصل الدراسي الجديد دون أن تصل إلى ما هو أقل من الطموح في صيانتها ونظافتها واستعداداتها، والأمر لا يستدعي أكثر من قرار حازم من وزارة التربية يعالج أي قصور في مؤسساتنا التعليمية. والله الموفق.