إن الاحداث التي وقعت في باريس، عاصمة الانوار والتي كانت جريدة شارلي ايبدو مسرحا لها، والتي انتهت للأسف بمقتل 12 ضحية، هي بالأساس عمل ارهابي متطرف لا يمت بصلة لحضارة حقوق الانسان ولتعاليم الاسلام، فالأصل في اي سجال فكري هو قرع الحجة بالحجة والرأي بالدليل، وبالتي هي احسن وهي مبادئ تعلمناها منذ الصغر، وفطمنا عليها وفق قيم وتقاليد وعادات مجتمعنا.
فما حدث في فرنسا هو ان جريدة «شارلي ايبدو» الساخرة نشرت رسومات للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما اعتبره كل المسلمين اساءة واضحة لرسول الله والإسلام واستفزازا لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم بل ان هناك من ذهب الى ما هو ابعد من ذلك، لكن الواقع هو ان الجريدة لم تأت بشيء جديد فهي لم تخرج عن اطارها القانوني وفق ما ينص عليه قانون الصحافة والنشر الفرنسي، حيث يجوز لها بناء على ذلك انتقاد الدين والسياسة والتاريخ عن طريق رسوم الكاريكاتير، وفي ظل عدم وجود حظر قانوني فكل شيء مباح، فالجريدة لا تعرف الاسلام ولا الديانات اذ نحا خطها التحريري منذ نشأتها الى السخرية من كل المقدسات والطابوهات، وبالتالي فالمشاعر التي تستفزنا عند نشر رسوم كاريكاتير لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفونها ولا يفهمونها لأنهم يجهلون الاسلام وتعاليمه، فالإسلام في الغرب اقترن للأسف بهجمات 11 سبتمبر وبصورة طالبان والقاعدة وداعش، والمعروف ان الصورة تؤثر أكثر من القراءة، وعليه أثر الاعلام السطحي للأسف في تشويه صورة المسلمين ووصفهم بالقنابل الموقوتة، وهذا ما أكده تصرف المتطرفين في رد فعلهم الاجرامي لكن بالمقابل فالغرب وشارلي ايبدو يفهمون جيدا القانون ويحترمونه ويضعون امام كل بند منه خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها، لان فرنسا مهما قيل تبقى بلد قانون والمؤسسات لا تعرف المشاعر والمقدسات بل تدرك جيدا نصوص القانون وغاياته وأهميته في صون المجتمع.
لذلك استطاع اللوبي اليهودي ان يضغط على الغرب ويفرض قانون تجريم انكار المحرقة اليهودية أو «الهولوكست»، وبالتالي استطاعوا مخاطبة الغرب بلغة يفهمونها ويقدسونها وهي القانون، وليس بالتباكي والتظاهر على استفزاز مشاعر لا يعرفونها ولا يدركونها.
ومن هذا المنطلق ندعو كائتلاف مدني كويتي عموم الدول العربية والإسلامية الى الضغط على الغرب من اجل اقرار قانون يجرم الاساءة للذات الإلهية والانبياء وبالأخص نبي البشرية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم سواء بالرسم او القول او غير ذلك من فنون الخطابة والكتابة والأدب أو والوقوف جليا في تعريف حدود حرية التعبير وحدود التحريض على الكراهية، عندها سوف نكون متأكدين أن أي دور نشر لن تجرؤ على استفزاز مشاعرنا لأنها محمية بقوة القانون.
www.riyad-center.com