انظر إلى عقلك كحديقة وأنت الجنايني، فأنت من يقوم ببذر البذور «الأفكار» في عقلك الباطن طوال اليوم وغالبا ما يكون هذا دون إدراك أو وعي منك، فهذه البذور أساسها تفكيرك المعتاد، فبذر هذه البذور في عقلك الباطن سيجعلك تحصد النتائج في حياتك وجسدك.
فمن يبذر الأشواك لا يتوقع أن يكون حصاده عنبا أو تينا، فالسبب هو من يخلق الفكرة، ولكل حالة نتيجة، إذن أنت من يملك زمام أفكارك، وأنت أو أنت من يحدد الأحوال التي يرغب أن يكون فيها.
ابدأ في زرع أفكار السعادة والسلام والسلوك الصحيح، فكر برضا وهدوء واقتناع، اجعل عقلك الواعي يقر ويقتنع بها، استمر في بذر هذه الأفكار الرائعة في حديقة عقلك الباطن أكيد انك سوف تحصد محصولا رائعا.
المهم أن تكون الأفكار الرائعة المودعة في عقلك الباطن منسجمة خالية من الاضطرابات فإن هذا الانسجام سوف يعطيك أفضل وأجمل النتائج.
وهنا عندما تستطيع التحكم في قوى تفكيرك فإنك تستطيع أن تستخدم قوى عقلك الباطن في حل أي مشكلة وتتخطى أي عقبات تواجهك في حياتك.
إن الأشخاص الذين يتسمون بالفراسة والذكاء والتبصر ينصب تركيزهم على العالم الداخلي لأنهم يعلمون جيدا أن العالم الداخلي هو الذي يخلق العالم الخارجي خلاف الغالبية العظمى من البشر الذين ينصب اهتمامهم على العالم الخارجي.
فعندما تعرف حقيقة تفاعل عقلك الواعي وعقلك الباطن فسوف تصبح قادرا على تحويل حياتك كلها، ولكي تغير ظروفك يتعين عليك أن تغير السبب.
«الأسباب».. إن تغيير السبب سوف يغير النتيجة، وهذا كل ما تحتاجه!
فحينما تشكل هذا القالب بشكل إيجابي سيساعدك ذلك على توجيه طاقاتك اللامحدودة تجاه كل ما ينفعك ويحقق مصالحك.
إن فهمك لبعض الأساليب المحدودة والملموسة لكيفية تطبيق قوانين العقل سوف يجعلك تعيش في تجربة تبدل كل السلبيات إلى إيجابيات.
وتتغير الأمور لديك ويحل النجاح بدل الفشل والسعادة محل الحزن ويكون الانسجام بدل الفوضى والإيمان بدل الخوف، نعم جميلة وكثيرة!
إن أغلب البارزين الذين تراهم في حياتك من علماء ومخترعين وكتاب وساسة وقادة، يتمتعون بفهم عميق للمهام التي يقوم بها العقل الباطن والعقل الواعي وهو ما يعطيهم وإن شاء الله يعطيكم القوة لتحقيق أهدافكم وأحلامكم.
وأستذكر هنا حادثة حصلت لي أنا شخصيا حينما أصبت بحالة من الخوف والرعب في أحد اللقاءات التلفزيونية المهمة لمناقشة قضية كانت محل اهتمام أغلب الشارع الكويتي وفيها كثير من الخلاف والجدل مما جعل عضلات معدتي تتقلص وتنقبض وظللت جالسا في استراحة الضيوف وأنا أتصبب عرقا، ولا أعرف كيف أخرج من هذه الحالة.. وكيف راح أطلع على الهواء وأواجه الآلاف بل مئات الآلاف من المشاهدين.. فكان هناك قول يشدني بألا أخرج، سوف يسخر مني المشاهدون، لا أستطيع الحديث وأنا في هذه الحالة، وهناك شيء آخر يقول: تغلب على خوفك وعلى نفسك الضعيفة، لازم نفسك القوية تتغلب على نفسك الضعيفة!
وبالفعل توكلت على الله، وانطلقت إلى الاستوديو وغلبت نفسي القوية التي انطلقت بكل قوة وهزمت نفسي الضعيفة وبمجرد ما بدأت الحلقة انطلق سراح القوة الحيوية الكامنة بداخلي وذهبت التقلصات وانطلقت لأؤدي توضيحا وحلولا للمسألة الدستورية والقانونية محل النقاش حازت إبهار المشاهدين وإعجاب الجميع.
ولهذا لا تستسلم «لنفسك الضعيفة»، عقلك الواعي حينما يشعرك بالخوف والتوتر والقلق، ركز وبهدوء في النفس القوية، فان عقلك الباطن سيتغلب على هذه الانفعالات السلبية.
والله ولي التوفيق.