لا نملك من تقاسيم الوجوه وخلقتها أي شيء، لكننا نملك الكثير الكثير من تعابيرنا وما نرسمه على تقاسيم ملامحنا ووجوهنا.
وحتى هذا، قد يطغى ما يحمله القلب على ما تحمله الملامح! ولك منه نصيب في التحكم به إذا أحسنت التعامل مع ما يحمله قلبك وما تنوء به روحك ! ففي أوقات كثيرة نرتدي القناع تلو القناع لكبت صوت خفي ومشاعر مقموعة ظانين أننا بذلك نملك زمام القوة والسطوة والتحكم، غافلين أن الأوان سيأتي غفلة ليعلو صوت الهمس صاما الأذن ولتطل المشاعر والعواطف المكبوتة أمام وجهك كطفل رافض قيودك، أو كوحش تحرر للتو من قيد أدماه! طفل أو وحش، يعتمد ذلك على من غذيته أكثر بتوكيداتك وقمعك لصوته!
لذلك تعلمت ألا أكبت مشاعري مهما كانت، وأن أحاورها وأنصت لها مراقبة للرسائل التي تحملها لي، فأنا متيقنة من عدم تصنيف المشاعر لجميل أو قبيح إلا إذا رافقها قبح أو جمال أثرها من الأفعال!
قد يصنف بعضنا الكره على أنه مشاعر قبيحة، لكن ماذا لو أنصتّ إلى مشاعرك تلك، ولم تخجل منها وراقبتها لتتعلم الدرس وجاهدت نفسك ألا تصبغ أفعالك بها حتى تزول وتبهت تلك المشاعر لتنتصر أنت في كسب جميل أثرك؟ قد يصنف بعضنا الحب على أنه مشاعر جميلة، لكن ماذا لو صارحت من لا يستحق بمشاعرك، أو عبرت عنها بغيرة خانقة وشك قاتل؟! أو صارحت بها من كان مستقرا في حياته وكيان عائلته؟ قد ينفر بعضنا من مشاعر الخوف، ونترفع عن التعامل مع تلك الهمسات لأننا نعتبرها ضعفا وفقدان سيطرة، نتجاهله ونكبته متجاهلين رسائله القوية، ونفقد بذلك صديقا قد يكون رائعا وهو الخوف.
الخوف الصحي الذي ينبهك إلى ما أنت مقبل عليه أو ما ينهكك من ماض ولى ولا رجعة له!
قد تكون مشاعر الحسد والغيرة جرسا لك لتلتفت إلى أهدافك وتمسك زمام حياتك!
وقد تكون مشاعر الغضب بوصلة ترشدك إلى أهم مبادئك وقيمك في الحياة!
وأخيرا، اتفق الكثير أن مصدر كل عواطفنا ومحركها هو الرغبة في السعادة والخوف من الألم.
أنصت إلى مشاعرك، راقبها وحاورها، وكن متيقظا للرسائل المحملة عبرها، فهي هدايا قيمة.
[email protected]
www.online.growtogether