خلال رحلتك في هذه الدنيا راكبا قطارها، ستمر على محطات كثيرة سالكا دروبا متنوعة ومتشعبة، محطات تمر بها كعابر سبيل ومحطات تنزل بها محض اختيارك ومحطات تنزل بها متفاجئا، مكرها أو مستكشفا!
محطات تنزل بها ظانا أنها الوجهة والهدف، لتكون محطة عبور فقط، ومحطات تمر بها سريعا غير مدرك أهميتها لتكون لك المؤدب والمعلم وقد تكون الوطن! دروب تتشعب وتتلون، قد تحاكي هوانا وقد تختلف مع رغبات قلوبنا، لنكتشف أن ما كان لنا لم يكن ليخطئنا مهما ملك الآخرون من حيلة وقوة لمنعه، وما لم يكن لنا فلن نؤخذه وان اتسع مدى سطوتنا ودائرة حيلتنا!
قد تظن أن محطة الفراق والوداع والغربة والموت، موطن يلازمك وتلازمه، وما هي إلا محطة، وقد تظن أن الفرحة ضيف عزيز تخطاك بزيارته، غافلا أن دوام الحال من المحال وأن الليل والنهار متعاقبان.
قد يحيد بك قطار الدنيا عن درب خططت له كثيرا كثيرا، فتيأس وتحزن، متناسيا أنه عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تتعلق قلوبكم بأمور قد تسؤكم! فلا تجزع إن حاد بك الطريق، وأدارت لك الدنيا وجهها الآخر، وأظلمت في قلبك بقعة كانت تضيء كل حياتك، فكن دوما في حالة استكشاف وخوض غمار هذه الحياة باحثا عن حكمة ما يحصل لك!
ستسلك طرقا ما كنت ظانا أنك سالكها، وستريك الدنيا وجوها ما ظننت وجودها، وستتساقط أقنعة كنت تظن، من درجة اتقانها، أنها حقيقة، وسيهدأ غبار الطريق معيدا كل شيء لوضعه الحقيقي وليس شرطا وضعه الأول! وكل هذا سينطبق عليك أنت أيضا: ستزول أقنعتك، وتنقشع غشاوة من على عينيك، وغبار الطريق سيعيد ترتيب أولوياتك من جديد، ليرفع من يرفع درجات وينزل من ينزل درجات!
ومع كل هذا وبه، لكل رحلة نقطة بداية ونقطة نهاية ولن تمر بخط مستقيم، فللطريق منعطفات ووديان ومرتفعات، ومهما طال مكوثك في محطة، ستنتهي فترة إقامتك فيها، لتصل الحياة إلى نقطة النهاية! ولا أعني هنا الموت والحياة بمعناهما الظاهر، فلكل مرحلة نحياها، هناك موت يعلن ميلاد حياة جديدة، ولكل حدث نمر به، مهما اشتد أو طال، ستكون له بداية ونهاية! ستترك كل محطة وكل درب أثره وبصمته على شخصك وروحك وحتى تعابير وجهك، لتعلن أنت أيضا، موت جزء فيك معلنا بدء أجزاء جديدة تؤهلك لما أنت أهل له.
www.growtogether.online
[email protected]