تطورات تكنولوجية تغزو العالم وتغزونا، وفي كل لحظة، يبهرك العلم بتقدمه وتطوره، نلهث وراء ذلك التطور ظانين أن به كل الحلول لمشاكل، كان ذلك التطور، أحد أهم أسبابها!
تطورت أجهزة الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتزيد معها الفجوة في العلاقات ليصبح، كثيرنا، يعاني جهلا عاطفيا وفجوة اجتماعية! فكثيرنا يبدع من خلف الشاشة وخلف المحمول، ليصدمك عند اللقاء الفعلي!
فقدنا المتعة والسعادة الحقيقية! نلهث لتصوير طبق نأكله وفنجان قهوة نرتشفها مع من نحب لنقول للعالم كله، متجاهلين من نحب، إننا واقعون في الحب، ومن تحب أمامك!
فبدلا من أن تزيدنا التكنولوجيا ترابطا وذكاءً في استخدام الوقت، أصبح الوقت ضائعا سُدى في مراقبة الآخر وأصبحت خصوصيتك منتهكة من كل صوب! فزادتنا تلك الأدوات استهتارا بقيمة الوقت ولهثاً خلف السراب لتطفو على السطح أمراض جديدة أشهرها:
(FOMO ( Fear of Missing Out Something الخوف من عدم اللحاق بالحدث، وأي حدث: مراقبة تفاهة الآخرين!
اتسعت البيوت وتعدّدت غرفها، وقلّ تجمع الأسرة في مكان واحد لتبادل وجبة هانئة وسماع أخبار اليوم! تعددت وسائل التخطيط والتنظيم وأصبحت حياة الكثيرين مهملة ومتخبطة، زادت وسائل المتع والترفيه وتقابلها معدلات الاكتئاب! زادت فرص الاختلاط ولقاء الشريك ليقابلها ارتفاع معدلات عزوف شبابنا وبناتنا عن الزواج وارتفاع نسب الطلاق! تعددت فرص الدخل وزاد الفقر!
قد تتعدد أسباب تلك المفارقات، وأحد أهمها، من وجهة نظري، هو ابتعادنا عن الفطرة الأساسية فينا ككائنات اجتماعية وروحية وحسية وعقلية، فنحن كيان متكامل لن نسعد حتى نخاطب كل جوانبنا، وما نحن فيه هو تركيز على جانبنا الحسي فقط غافلين عن نواحينا الأخرى.
دعوة بسيطة للعزلة من آن لآخر، خلق محطات سعادة في يومك لتعود فيها لنفسك، النظر في وجه من تحب، اللعب مع من تحب، إيقاظ شغف قديم أسكت صوته منذ زمن، تدارك ما تبقى من روحك، العودة لفطرتك.
أحب العلم وأحب تطوره، وأحاول كثيرا أن أكون واعية لمفارقاته.
www.growtogether.online
[email protected]