لماذا زادت معدلات الطلاق برغم الانفتاح واتساع مساحة شراكة الحياة؟ لماذا زادت نسبة عزوف الشباب والنساء عن الزواج رغم تعدد فرص اللقاء؟ لماذا لم تعد المرأة تحتوي الرجل زوجا وأبا وأخا ولم يعد الرجل قواما غيورا حاميا ومحتويا برغم تطور العلم والمعرفة التي تحلل وتكشف شخص الآخر! فهو من المريخ وهي من الزهرة؟! لماذا كانت الأم، رغم بساطتها، تدير بيتا كاملا و5 أو 6 أطفال يتخرجون من تحت جناحها ملتزمين ومقبلين على تحمل تقلبات الحياة، والآن تنشأ أجيال بدون حسيب ولا رقيب والميوعة طبعهم بالرغم من الانفتاح الكبير؟ لماذا كانت للأب سطوة وهيبة وحكمة يلتف حولها جميع أفراد البيت يحتويهم شعور الأمان، والآن اتسعت البيوت وضاقت الصدور؟ لماذا تجملت الخلقة لدرجة ضاعت معها الملامح وساءت الأخلاق؟ لماذا.... ولماذا... ولماذا؟
تعددت الأسئلة وتعددت الإجابات، وقد نسوف الأمر ونجمّله ولكن، من وجهة نظري الشخصية البحتة، أن أحد أهم الأسباب هو أننا بدأنا نسمي الأمور بغير مسمياتها ليسهل علينا اختراق، ما كان في السابق، من المحرمات! ما نعايشه ليس عولمة بل غزو، ما نفعله ليس انفتاحا على الآخر بل انبطاح وفقد هوية! ما نمارسه ليس حرية وليبرالية بل وقاحة وقلة ذوق! لم تعد المرأة امرأة لذلك فقد الرجل دوره وما عاد رجلا! فقدنا الفطرة السليمة مدّعين التحضر والحضارة منا براء.
لا أنادي بالرجعية والتخلف، بل أنا مع العلم والمعرفة والانفتاح على الآخر وتقبله، مع الحرية ومع الجمال، وأيضا مع الحفاظ والفخر بهويتي وكينونتي، مع مواجهة ونبذ المتردية والنطيحة من أخلاق طمستنا وضيعت أجمل ما فينا، مع الاحتفاظ بالدور الأساسي لكل منا مع القدرة على لعب أدوار أخرى عند الحاجة والضرورة، فالرجل رجل أجمل ما يميزه قوامته وغيرته وحميته وكونه سندا لعائلته.
المرأة امرأة باحتوائها واستقلاليتها، ضعفها أجمل بين يدي زوجها وهي جيشه وقوته وقت الحاجة.
هو الأب بهيبته وحنانه وقسوته وهي الأم سر وحياة البيت.
لِنرم خلف ظهرنا مسميات أطلقناها على علاقاتنا وممارساتنا لنبرر سوء أفعالنا: منذ متى نقبل صداقة الرجل والمرأة خارج نطاق الارتباط والزواج والعائلة؟ منذ متى أصبح الكذب ديبلوماسية والسرقة ذكاء؟! والكثير الكثير من غزو فكري وأخلاقي ليأخذ منا أجمل ما فينا: الأخلاق. دعوة حتى نسمي الأمور بمسمياتها الحقة المجردة لنبدأ في إعادة كنوز فقدناها.
[email protected]
www.growtogether.online