لو كانت حياتك رواية، فماذا سيكون عنوانها؟ لو كانت حياتك قصة، فمن سيكون أبطالها؟ كيف ستكتبها وتسلسل أحداثها وكيف ستكون حبكتها؟ وما هدفها؟ وما الرسالة التي سترسلها عبر روايتك؟
كتابتك لروايتك يحمل الكثير من الرسائل لك! تسلسل الأحداث يهمس في أذنك معلنا أن الأيام، مهما طالت، ستمضي، وأن حياتك لن تكون أبيض وأسود فقط، فألوان الفرح كثيرة وأوراق روايتك ملونة بما تعكسه عليها، بألوان تختارها روحك لما تمر به من أحداث!
حبكة روايتك انعكاس لأكثر الأحداث التي شكلت شخصيتك وتركت أثرا وبصمة على روحك وقلبك وحواسك قبل ملامحك! سبب اختيارك الحبكة هو تعريفك للحدث وأهميته وفق مبادئك وقيمك وما يهمك في هذه الحياة!
أما أبطال روايتك، فهم شخوص لعبوا دورا في رسم كنهك ومن أنت عليه الآن، قد يكون أناس ظننت أنهم سيكونون معك طوال الرحلة، لكنهم ترجلوا عند أول محطة انتظار إما لفرقة، موت، غربة أو سوء اختيار! ومنهم من ظننت أنهم عابرو سبيل، لتثبت لك المواقف أنهم رفقاء درب وشركاء رحلة لتظهر المواقف جمال معدنهم مقارنة بسوء من رحلوا عند أول تحد!
وقد يلعب غريب وعابر سبيل دور البطل في مشهد قصير من روايتك، ليترك لك أثمن الدروس وليكشف لك حكمة كانت غائبة عنك! تلتفت فإذا بذلك الغريب راحل كأنه لم يكن! أبطال ستشعر بالامتنان لهم لعطايا دروسهم حتى وإن كان الدرس خذلانا!
أما أنت فقد تختار أن تلعب دور البطولة أو المتفرج على أحداث قصتك! فمن أجمل مراحل الوعي، القدرة على الانفصال عن مشاعرك وأحداث حياتك لتراقبها وتربط خيوطها لتؤلف نسيج قصتك! لتتعلم الدرس وتمضي.
أما طريقة كتابتك لروايتك، فقد تختار كتابتها ساردا أحداثها وراسما نهايتها سابغا عليها مشاعرك وعواطفك وفقا لنظرتك للحدث، فمنا من ينظر للمحن على أنها منح وعطايا، ومنا من ينظر للتحدي على أنه فرصة ومنا من ينهي روايته عند أول سطر من ابتلاء أو مأساة ناسيا أن للكتاب صفحات وفصولا!
وقد تنهي كتابة روايتك ومن ثم تعيد كتابتها من جديد لتطور أحداث حياتك ونضجك!
وفي نهاية المطاف، مهما كان اسم الرواية، حبكتها، رسالتها، هدفها وأبطالها والمشاعر المنبثقة منها وما تسبغه عليها، يبقى المهم أن تضع نصب عينيك الرسائل التالية:
1- تستطيع كتابة روايتك من جديد مهما كانت أحداثها.
2- ما الحياة إلا أيام وأحداث، كل منها، سيمضي فلا حال دائم.
3- عش يومك كأنه آخر يوم، حتى تعطي قيمة لأيامك المتسارعة.
وفي نهاية مقالتي، تأكد أن كل أمرك خير، فكن بخير!
rulasammur@
[email protected]