عندما تأخذ فرصة لمراجعة حياتك وروايتك التي كتبتها بردود أفعالك لحوادث القدر، ستراودك أفكار كثيرة عن تأخر فرصك ونصيبك في هذه الحياة! ستظن أن الأقدار اجتمعت عليك بخيرها وشرها لتخط أحداثها على ملامحك وتعابيرك، تماما كما تخط بقلمك على ورقة كاتبا قصتك!
قد تظن أن ابتلاءات الحياة قد أخرت عنك فرصك، ببساطة، لأنك تقارن حياتك بمن حولك مركزا على فقدك وعطاياهم من نفس الجنس! فمن فقد الأهل والعزوة، ستراه يقارن حياته بمن له الأهل والعزوة! ومن تأخر في دراسته وتدرجه الوظيفي، ستراه يقارن نفسه بمن تعلم ودرس وتدرج في عمله ورزقه، ومن ابتلي بالصحة، سيكون الأصحاء مركز المقارنة! قد تعز عليك الفرحة والسعادة، لتقارن نفسك بمن يعيشونها!
كل ذلك بغفلة منك أنك مركز المقارنة من أناس آخرين! نعم: فمن ملك المال قد يغبطك على صحتك وبساطة عيشك، فكثير من القصور باردة العواطف خالية من المشاعر، تضيق القلوب بها رغم اتساعها وسيفاجئك من ملك السطوة والقوة ببحثه عن الحب الخالص المجرد من المصلحة ليرضي به شغف واحتياج قلبه!
ستدرك بمرور الوقت أن الوقت لم يفت، وأن بعد كل واد هناك قمة، ومن بعد كل قمة واد قد يكون فيه استراحة محارب لشحذ الهمة لصعود آت! قد يكون تأخر الحب لملاقاتك حتى يتيح الفرصة لك أن تكون جاهزا لمراعاته ومداراته! قد يبتعد عنك هدف حفرت طريقه بيديك ليعلمك الدرس أنه ليس شغفك وأنه سيأخذ منك أجمل ما فيك ليتركك خالي الوفاض!
نعم، قد تتأخر عليك الفرص وفقا لتوقيتك الذي ظننته نافذا، ولكن، حتى لو تأخرت، فاعرف إيقاع حياتك واستمتع بتأخرك لتصدم الدنيا بردود أفعالك.
rulasammur@
[email protected]